حقيقة ما يجري اليوم على ساحة الوطن .. قد سبق التوقع له.. وسبق التخطيط له.. وهو ناتج من سنوات طوال من التعب .. والترقب.. والدعاء... وكل قلوبنا مثخنة بدماء الانفصال.. ليس أسفاً ولكنه جزء منا قد انسلخ... وانقطع .. وألم الخط الفاصل لا زال يدمي... فالجرح جديد... السودان الجديد أصبح في تحد جديد.. وواقع جديد.. إن ما يحدث اليوم هو بداية لتغيير من نوع جديد... ولصنع واقع آخر يجعلنا نتنفس الصعداء .. رغم كل التحذيرات المنطقية المفروضة من واقع أبيي.. ما سوف يترتب على الحديث المرمز لسلفاكير.. وتهديداته الضمنية... وليجرنا إلى معارك جديدة.. لننزف من دماء أبنائنا بعد ان جف عرق الدم.. ولكن ثقتنا في قيادتنا .. التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه تجعلنا مطمئنين... الوطن مقبل على منعطف قاسٍ .. وامتحان صعب.. يحتاج إلى التكاتف والنظر الجيد لمصلحة الوطن .. لا للتقاذف .. والتشابك.. ومقصد المصلحة الشخصية.. والمنفعة الواحدة.. بل نحتاج إلى قيادة رشيدة.. وملمة.. ومدركة لواقع الحال.. وإيقاع السرعة .. وازدياد الاحتياجات.. والنظر بعمق في مصلحة الوطن .. وفتح فرص حقيقية .. وتمليك الحقيقة للناس.. والعمل على خدمة المصلحة العامة.. إن انفصال الجنوب ليس استقلال دولة .. فلم يكن الجنوب يوماً مستعمرة .. بل كان جزءاً من السودان .. ولكن اليوم أصبح الجنوب دولة.. بل أحدث دولة في العالم... رغم ضعف المقومات.. ولكن نتمنى أن يجدوا ما يبحثوا عنه في دولتهم الجديدة .. وتكون علاقاتهم معنا علاقات جوار جيدة تحفظ للسودان حقه .. فالسيد الرئيس كان عند كلمته وأقر لهم بمطلبهم.. فنتمنى أن يحفظ الجنوبيون الدرس.. ويتعلموا حفظ الحقوق والديمقراطية..