والآن آن الأوان للتغيير.. الآن الوطن في مفترق الطرق.. والحديث فقط للأحبة في الإنقاذ.. وتحديداً المؤتمر الوطني.. وأكثر خصوصية للسيد رئيس الجمهورية.. الآن نحن في منطقة الحد بين الجد واللعب.. أو نحن تماماً في منطقة «الحور» والحور في العيون الجميلة هو تماماً الخط الفاصل بين اشتداد السواد واشتداد البياض.. لقد تصرمت من السنين اثنتان وعشرون سنة وتزيد.. كان مقرراً علينا.. نحن الشعب السوداني أن نقف على الرصيف ونتفرج على الإنقاذ وهي تلعب معنا لعبة «الكراسي».. قادة لا يتعدون العشرين يتحولون من وزارة إلى وزارة.. وولاية إلى ولاية.. ومن صندوق إلى مؤسسة..وكأن الوطن وبطنه الولود لم تنجب غير هؤلاء..وكأن المؤتمرالوطني لم يلد غير هؤلاء وكأن الحركة الإسلامية التي باسمها اقتلعتم عبر مواسير البنادق الحكم من الذين انتخبهم الشعب.. نعم لقد دقت ساعة التغيير.. وها أنتم تشرعون في بناء الجمهورية الثانية.. ونحن وهذا قدرنا.. وتلك إرادة الله لنا.. أن نعيش مرة أخرى ولمدى سنوات أربع.. تحت حكم الإنقاذ.. ليس لدينا مانع.. ولكن لدينا رأي يجب أن يسمع.. ويجب أن يحترم.. ويجب أن ينفذ.. أولاً.. بالله عليكم اصرفوا في حسم كل المؤلفة قلوبهم من مراكز الحكم وصنع القرار.. قولوا لهم.. شكراً وجزاكم الله خيراً.. اذهبوا إلى أعمالكم أو اذهبوا من حيث أتيتم.. فقد انتهى دوركم وإلى الأبد.. وماذا يضيف إليكم هؤلاء.. وأنتم حسب قولكم.. قد اكتسحتم الانتخابات بنسبة تقارب ال100%.. وفزتم بالرئاسة بنسبة تخطت ال80%.. إذن لن يضيف إليكم هؤلاء المؤلفة قلوبهم شيئاً غير الضحك عليكم من الشعب والسخرية من استعانتكم بهؤلاء العارضين أنفسهم في سوق السياسة الذي لا ينقصه غير «جرس الدلالة».. نعم يجب أن تنهض الجمهورية الثانية على أرضية غير تلك التي كانت تقوم عليها ركائز الإنقاذ في عهدها الأول.. وليكن شعاركم «صحي الأيام بتتدول» نريد وزارة لا يزيد عدد أفرادها عن خمسة عشر وزيراً.. مركزياً.. مع إهمال تلك البدعة أو مظلة الترضية التي اسمها «وزير دولة» ثم مستشار ومستشارية واحدة بوزير واحد.. للأمن القومي.. مع وداع أخير وفي ساحة القصر.. لكل المستشارين الذين يعج بهم ذاك القصر الكبير.. ثم.. وهذا هو المهم.. والذي يتعلق بالحكومة العريضة.. وفيه نقول.. إن عرض الحكومة إنما يكون بعرض القاعدة الجماهيرية التي تؤيدها أو ترتكز عليها.. وهنا لابد من جراحة مؤلمة ولكنها ضرورية وحتمية.. سنكون أكثر وضوحاً وصرامة.. لا يهمنا غضب أحد.. ولا نخشى حزن أحد ما دمنا ننشد مصلحة الوطن والشعب.. ولكم نقول.. إذا أردتم «تطعيم» فريق الحكومة بالأحزاب التاريخية والكبيرة.. وهما الاتحادي الديمقراطي والأمة.. تحسسوا وأحسبوا «صاح» جماهيرية الحزب وهل هو الأصلي أو المنشق.. ولنكن أكثر صراحة.. اخضعوا قادة هذه الأحزاب لاختبار الوزن الجماهيري.. وإليكم خارطة اختيار الحزب الذي تودون إشراكه في الحكومة. نبدأ بالاتحادي الديمقراطي.. الامتحان هو.. أن يعلن هذا الحزب عن «ليلة سياسية» في ميدان «عقرب» يتحدث فيها «الدقير وأحمد بلال».. ثم تعقبها بعد يوم واحد ليلة سياسية يتحدث فيها «مولانا».. أرسلوا من يحصي عدد الحضور في ليلة مولانا وذاك الذي أم ليلة «الدقير وصحبه». ونأتي إلى حزب الأمة.. والامتحان يجرى على ساحة جامع الخليفة بأم درمان.. والمكرفونات تجوب العاصمة شارع.. شارع.. عن ليلة سياسية كبرى.. يتحدث فيها.. منتخب من أحزاب أمة.. غادرت الحزب القومي.. يتحدث فيها.. مسار و د.الصادق الهادي المهدي والزهاوي وحتى ذاك الذي افترع الانشقاق في حزب الأمة.. ثم تعقبها بعد يوم واحد ليلة سياسية.. يتحدث فيها فقط «الصادق المهدي».. وأرسلوا من يحصي عدد الحضور في ليلة «صادق المهدي» وذاك الذي أم ليلة «المنتخب» المشكل من أحزاب الأمة المختلفة.. وعلى ضوء تلك النتيجة يمكنكم أن تختاروا للحكومة من يملك حقيقة جماهيراً على الأرض.. أما الشيوعيون فلا أظنهم راغبين في الدخول في تلك الحكومة حتى وإن كانت بعرض الخط الفاصل بين بكين والاكوادور.. كما نأمل ألا تظنوا أن الذين قفزوا وتربعوا في مركبكم.. هم من الشيوعيين.. ولكم الدعاء بالتوفيق..