كنت أرى أن ما تناولته عبر هذه الزاوية عن قضية الحضري كاف ولا حاجة بنا لمزيد من الاستطراد لو لا أنني توقفت عند حديث للأخ العزيز مدني الحارث المشرف الجديد على إدارة الكرة بالمريخ وقبل أن أتناول حديثه بالتعليق أود أن اهنئه كصديق على هذا التكليف متأكداً بأنه قادر على تحمله وتحقيق أعلى معدلات النجاح فيه وحقيقة استوقفني حديثه المؤيد لمشاركة الحضري وأنه القرار السليم على أساس خبرة الحضري وأن البدري كان يمكن أن يضع الحارس يس في موقف حرج لو دفع به وأقول للأخ مدني مع احترامي الشديد لرأيك وخبرة الحضري إلا أن الحارس يس كان بمقدوره اجتياز هذه التجربة وخروج المريخ وشباكه نظيفة اذا كانت الخبرة هي الحيطة القصيرة التي قفز عبرها الحضري للمشاركة بعد غياب عن تدريبات الفريق ومشاكل إدارية مع اللاعب ورغم فارق الخبرة بين الحارسين إلا أن الحارس يس دخل المريخ من بوابة التألق في الدوري الممتاز وكان رقماً جميلاً لا تخطئه عين وصال وجال في مباريات الدوري الممتاز ولعب بشجاعة وجسارة أمام الهلال والمريخ مما أتاح له فرصة اللعب في صفوف المريخ الذي اختاره دون سائر الحراس الأخرين وسجله حتى قبل أن تنتهي فترة قيده بالساحلي. ٭ لقد كان الحارس يس مهيئاً وشغوفاً بالمشاركة في هذه المباراة وقد أكتشفت ذلك من خلال الافادات التي أدلى بها لماكوك التحقيقات في صحيفة الصدى الأبن والزميل مصعب سيد أحمد عندما كان يقول له لقد بدأت اهييء نفسي للمشاركة منذ لحظة إعلان إصابة محمد كمال ولم أكن متخوفاً من المشاركة والدوري الممتاز ليس غريباً عني واخترت مرتين للمنتخب الوطني ولكنني لم أجد الفرصة في المريخ لاظهار قدراتي وحتى محمد كمال شجعني وهيأني بقوله أنت حارس ممتاز وقادر على اجتياز هذا الامتحان ومضى الحارس يقول هناك أشياء في الحياة العادية تتطلب جرأة وشجاعة وليس استعداداً أو جاهزية وأنا كنت قد قررت تقديم أفضل أداء في مباراة أهلي شندي وكنت جاهزاً تماماً لأداء دوري ولكن عاد الحضري وقرر الجهاز الفني اشراكه. صحيح ان الحارس يس تناول الأمر بعد ذلك باحترامه لقرار الجهاز الفني ولزميله الحضري ولكنه في قرارة نفسه كان يتمنى المشاركة خاصة وهو صاحب تجارب كبيرة ومستوى لافت رجح به كفة هلال الساحل رغم صغر سنه. ٭ لقد كان يس طموحاً وراغباً للعب في هذه المباراة ولكن سياسة الحارس الأوحد في المريخ حجبت عنه الفرصة التي كان يتمناها وينتظرها على أحر من الجمر والغريب أن هذه السياسية هي التي يتمناها الحضري لأنه وصف فترة الزمالك في حديث له لأخبار الرياضة المصرية الأسبوعية بالأسوأ لأن اللعب في المباريات كان بالدور مناصفة بينه والحارس عبد الواحد السيد وأفهم أن يكون الحارس راغباً في اللعب على هذا النحو ولكن لماذا يكرس المدرب حسام البدري لهذه السياسة التي من شأنها ان تعدم بقية حراس المريخ ان لم تكن قد أعدمتهم وحطمتهم.