وكأن الأقدار تلعب معي لعبة «بنك الحظ» وميقات عودتي للكتابة بعد توقف دام أكثر من شهر يتزامن مع إطلالة شهر رمضان الكريم بكل خصوصيات روحانياته وتفصيلات ما يطرأ على سلوكنا و تفكيرنا وحتى خطواتنا التي نخطوها وهو ميقات مبارك، أشعر من دواخلي بالرضاء والسرور عنه، وكأن الأقدار تلعب معي لعبة بنك الحظ.. وميقات عودتي للكتابة يتزامن مع أول إطلالة برامجه لي كمقدمة برنامج تلفزيوني وأنا أخوض تجربة تقديم برنامج «بنات حواء» على فضائية هارموني، ولكم أن تتخيلوا التناقض في مشاعري وأنا أمسك القلم صباحاً وأعماقي تهتز طرباً ولأنني سالتقي عبر السطور بقراء افتقدتهم كما افتقدوني وشعوري مساء والريموت كنترول بيدي، وأعماقي أيضاً تهتز لكن هذه المرة رهبة وتوجس وخوف البدايات الأولى ووجع المخاض واختلاط المشاعر ما بين الوجع وابتسامات استقبال المولود البكر وإن كنت قد ظللت أقول إن التجربة برمتها قد أكسبتني الكثير لعل المهم والأهم فيها أنني كنت أكتب وانتقد المنتج التلفزيوني أو الإذاعي وأنا خارج المطبخ الذي تعد فيه الطبخة، وهذا قد يجعل بعض التفاصيل غائبة عني، لكنني الآن استطيع أن أميز جيداً من الذي أكثر من البهار أو من الذي قدم الوجبة على طبق متسخ.. وكأن الأقدار تلعب معي لعبة «بنك الحظ»، واختياري وتخيري الكتابة في «آخر لحظة» قد عرفني ومنذ الوهلة الأولى بصحفي اعتقد أن العمل معه مكسب وزمالته إضافة واحترامه للأقلام التي تكتب معه فيه نضوج الخبرة وتفتق عطر التجربة، والأستاذ مصطفى أبو العزائم يرحب بهذا القلم وصاحبته بتواضع الكبار ونبلهم. وكأن الأقدار تلعب معي لعبة بنك الحظ والشهر الكريم تتزاحم الفضائيات والإذاعات أن تعرض من خلاله منتوجها الثر وبرامجها «المدخورة» في تسابق عالٍ ، وتتم المنافسة فيه على عقل وعين وقلب المشاهد والمستمع وهي فرصة لنا في أن نجد كل صباح ما نكتب عنه تفصيلاً وتحليلاً ! قدحاً ومدحاً للمعروض في سوق كثرت متاجره من إذاعات إف. إم متعددة الأسماء والبرامج، وفضائيات تغازل «بترويجاتها» المشاهدين لعلها تحظى بعيون وآذان الغالبية منهم!! في كل الأحوال أعود للكتابة وفي حلقي بعض من مرارة، إذ فاتني خلال فترة توقفي بعض أحداث كان يهمني جداً أن أكتب حولها لكن كما يقول أهلنا الطيبون «الفات ملحوق» وأول ما سأحاول اللحاق به هو الهجوم الضاري الذي تواجهه الأغنية السودانية، التي هي بالضرورة ضمير الأمة ومحرك وجدانياتها، ولعل محاولات كبت الأصوات الصوادح وقطع ألسنة المغنين بسكينة التزمت يجعلني أسأل من يحرم الأغنية ويحملها وزر انقطاع المطر؟! هل غضب السماء وإمساكها عن أراضينا زخات المطر سببه الغناء أم الفساد؟!! الإجابة ستكون عندي كما السؤال، لكن بالطبع ليس هذه المرة! ما قلت ليكم الفات ملحوق؟! كلمة عزيزة بعد أن قررت التوقف عن الكتابة الفترة الماضية، وبعد أن استمعت لآراء من هاتفوني أو قابلوني أحسست كم أحمل من ثقل على ظهري، فالقلم أمانة والكلمة أمانة وسيظل ضميرنا صاحياً وفي ستين داهية كلمة أكل العيش حار!! كلمة أعز أدهشتني المذيعة جدية عثمان العائدة للنيل الأزرق وهي في قمة التألق والثقافة والثقة، مما يؤكد أنها «اشتغلت على نفسها» وغيرها بعضهم محلك سر!!