عاد المشير عمر حسن أحمد البشير، رئيس الجمهورية والوفد المرافق له مساء أمس من جمهورية تشاد التي شارك فيها في الاحتفال الرسمي بتنصيب الرئيس إدريس ديبي إتنو لفترة رئاسية جديدة بالعاصمة إنجمينا. وشارك رؤساء عدد من الدول الأفريقية وعدد من رؤساء الحكومات وممثلين لبعض الدول في هذه الاحتفالات الكبيرة التي شهدتها العاصمة «إنجمينا» منذ مساء أمس الأول حيث بدأت بلقاءات ثنائية بين «ديبي» وعدد من الرؤساء كان أبرزها لقاؤه المغلق مع الرئيس البشير الذي استمر لفترة طويلة عقب لقاء مع أعضاء الوفد في القصر الرئاسي بإنجمينا. وشهد مساء ذات اليوم - الأحد - حفل عشاء كبير داخل خيمة رئاسية ملحقة بالقصر الرئاسي على شرف زيارة الرؤساء الأفارقة وممثلي المنظمات العالمية والإقليمية والوفود الزائرة، لتطلق بعد ذلك الألعاب النارية تضئ سماء إنجمينا وما حولها، وشهد صباح أمس الاحتفال الرسمي بتنصيب الرئيس إدريس ديبي إتنو، رئيساً لجمهورية تشاد ورأساً للدولة فيها أمام عدد كبير من الرؤساء ورؤساء الحكومات وممثلي الدول إضافة إلى كل هيئة المجلس الدستوري الذي أعلن رئيسه تفاصيل فوز الرئيس ديبي ونسبته التي بلغت «59.83%». وتبارى خطباء كثر في حفل تنصيب الرئيس ديبي من ممثلي الفعاليات الدينية والاجتماعية في تشاد بعد أن ألقى ديبي خطابه الذي افتتح به فترته الرئاسية الجديدة، بعد أن تم إعلان فوزه رسمياً في الانتخابات التي جرت بتشاد في أبريل الماضي. وحيا «ديبي» الذي ألقى خطابه بالفرنسية ضيوفه من الرؤساء وأصحاب السمو والسيدات الأول والضيوف المشاركين في احتفالات تنصيبه لفترة رئاسية جديدة، معرباً عن امتنانه للملايين الذين صوتوا له لفترة رئاسية تستمر لخمس سنوات وللذين صوتوا لخصومه وللذين أطلقوا شعارات المقاطعة قائلاً إنه يحترم قراراتهم لكنه أشار إلى أن المقاطعة غير ديمقراطية. قائلاً إن انتخابه هو انتصار لكل تشاد وليس لطرف على الآخر لأن طموحه أبعد من شخصه لأنه يعمل على أن تكون تشاد دولة موحدة غيورة على سيادتها ومستقبلها في عالم متغير باستمرار. وأجمل الرئيس التشادي برنامجه للفترة الرئاسة الجديدة في السعي من أجل الأكتفاء الذاتي من الغذاء، إضافة إلى فتح الباب أمام التوسع في التعليم والحصول على الرعاية الصحية والسكن، إلى جانب توفير المياه الصحية للشرب وتطوير الصناعات التي تلبي احتياجات البلاد وإيجاد فرص عمل جديدة وتنمية الأعمال الصغيرة والحرف، مع ضمان الشفافية في الأداء والعدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون، إضافة إلى تحديث خطط الزراعة والثروات الحيوانية والصناعة. وأفرد الرئيس «ديبي» فقرة كبيرة من خطابه للسودان عندما تحدث عن الانفتاح على العالم الخارجي معرباً عن تطلعاته بأن تلعب بلاده دوراً رئيسياً في النقل والتجارة بأفريقيا، وحدد هدفاً يتمثل في رصف ستة آلاف كيلومتر من الطرق الاسفلتية الجديدة، وبناء خط للسكة الحديد يربط شرق تشاد بغربها وربطها من جهة الشرق بالسودان ومن جهة الغرب بالكاميرون ونيجيريا. وتحدث الرئيس «ديبي» عن خططه في الفترة الرئاسية الجديدة والمتمثلة في بناء مطارات جديدة وتأهيل المطارات الرئيسية القائمة الآن وسعيه إلى حل أزمة الطاقة التي أدت الى تأخير انطلاق العديد من البرامج والخطط المرتبطة بالتنمية الشاملة في البلاد. ودعا الرئيس «ديبي» إشقاءه وأصدقاءه في إفريقيا وأوربا والجزيرة العربية إلى العمل من أجل وقف التمزق الذي تتعرض له ليبيا اليوم مشدداً على ما قال به الاتحاد الأفريقي بأن السلاح لا يمكن أن يحل مشاكل أعضائه.. وقال إن الوقت قد حان لأفريقيا والمجموعة الدولية للتفكير في اتخاذ عمل مشترك من أجل تسوية سلمية. تفاصيل اللقاء بين «البشير» و «ديبي» وشهدت «آخر لحظة» جانباً من اللقاء المشترك بين الرئيسين «البشير» و «ديبي» والذي ناقش مجمل القضايا المشتركة بين البلدين في إطارها العام مؤكداً على عمق العلاقات بين البلدين وتعاونهما في كثير من المجالات، إلا أن اللقاء أصبح ثنائياً ومغلقاً لم يتسن لنا أن نعرف تفاصيل ما دار فيه، إلا أن الفريق أول بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية قال ل «آخر لحظة» إن اللقاء تطرق لعدد من القضايا والملفات المرتبطة بتفعيل العلاقة المشتركة لصالح الشعبين وأمن واستقرار المنطقة.