تلقيت رسالة شفهية من أستاذنا الكبير وأحد أبرز محققي الغناء السوداني، الشاعر والممثل والكاتب والصحفي المعروف الأستاذ «السر أحمد قدور» نقلها إليّ الأستاذ عبد المنعم الخضر مراسل إحدى المحطات التلفزيونية العربية الكبرى بالسودان، وهو من أقرب أقربائه ومهتم بأمر الفن والفنون. رسالة أستاذنا «السر قدور» تحمل شكره لنا لتصدينا للحملة الظالمة والجائرة التي تعرّض لها برنامج (أغاني وأغاني) عندما طالبنا محاربيه برفع أيديهم عن هذا البرنامج الأمر الذي وجد صدى واسعاً، بل وتجاوباً كبيراً من كثيرين كانوا يخشون من هجمة مَنْ أسميناهم ب (الطالبانيين الجدد) الذين أخذوا يضيقون كل واسع باسم الدين. ونشر صديقنا وزميلنا العزيز الأستاذ أحمد البلال الطيب تفاصيل بعض ما دار بيننا وبين السيّد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير عندما تشرفنا بالجلوس إليه داخل الصالون الملحق بمقر إقامته في العاصمة التشادية «إنجمينا» التي كنّا ضمن الوفد الذي رافقه في زيارته إليها. نشر الأستاذ البلال بعض ما دار وأشار إلى أن كاتب هذه الزاوية أثار موضوع تدخل الدولة في بعض الأحيان في كثير من الشؤون دون مبرر مثل برنامج (أغاني وأغاني) التلفزيوني الذي ينتجه ويبثه تلفزيون «النيل الأزرق» ونقل الأستاذ البلال رأي السيد الرئيس الإيجابي في البرنامج، والذي أمّن فيه على كل النقاط التي أثرناها في ذلك المقال، وأهمها أن المشاهد يملك حق تحويل القناة ب (الريموت كنترول) وأن البرنامج نفسه جيّد يربط ما بين الموروث الغنائي وما بين الأجيال الجديدة، وأن الخطورة تكمن في أن يتحول أبناؤنا وبناتنا إلى قنوات سيئة السيرة والصورة. نشر صديقنا الأستاذ البلال ذلك ولم ننشره في «آخر لحظة» حتى لا يحسب البعض أننا نبحث عن (بطولات صحفية) أو تمجيد لذات كاتبة، وجزى الله الأستاذ أحمد البلال خيراً لما نشره فقد عرف النّاس ما دار وعرفوا رأي السيد رئيس الجمهورية و(مرونته) وفهمها المتقدم الذي يحفظ للأمة تماسكها وتماسك وجدانها الثقافي.. وكان أستاذنا «السر قدور» أحد الذين عرفوا بذلك مثلما عرف من قبل بما كتبناه تحت عنوان (ارفعوا أيديكم عن أغاني وأغاني)، لذلك بعث إلينا برسالة الشكر التي حملها إلينا الأستاذ عبد المنعم الخضر ويشكر فيها قبلنا السيد الرئيس على إشادته تلك ومواقفه القريبة من الناس. نحن من جانبنا نعيد كرة الشكر إلى الأستاذ السر قدور لأنّه سعى إلى إمتاع المشاهدين ومؤانستهم واجتهد في ذلك كما اجتهدت إدارة تلفزيون النيل الأزرق لأن تضع خارطة برامجية يطل من خلالها برنامج (أغاني وأغاني) للمشاهدين عقب الإفطار مباشرة، لكن هذه هي الحرب الخفية التي يقودها أعداء النجاح. وودت أن أختم بأن أي ثقافة إن خلت من الفنون والغناء هي ثقافة (بكماء).. وإن خلت من الفنون التشكيلية هي ثقافة (عمياء).. وإن لم تتفاعل مع غيرها من الثقافات وتتداخل ستكون قطعاً ثقافة (صماء). وننقل عما روي عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال: (روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت).. كما ننقل عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قوله: (إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم). ونختم بهذا الدعاء: (يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبديء يا معيد، يا فعالاً لما يريد، نسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، أن ترحمنا وأن تغفر لنا ونسألك الجنة ونعوذ بك من النّار يا قهار يا جبار.. ويا أرحم الراحمين. آمين .. .. و.. جمعة مباركة