أصدرت المحكمة العليا الأسبوع الماضي قراراً برأت بموجبه سعادة اللواء شرطة «محمد إبراهيم» المدير السابق لسجن كوبر وأعادته للعمل مع تسوية كافة مستحقاته خلال فترة التوقف، وكان قرار قد صدر بإعفاء مدير سجن كوبر من منصبه عقب هروب قتلة الدبلوماسي «الأمريكي غرانفيل» عبر أنفاق تم حفرها داخل السجن.. وقرار المحكمة العليا دليل باهر على نزاهة القضاء السوداني وعدم تأثره بمحركات أو دوافع خارجية.. والقرار يحسب للشرطة السودانية التي وقفت بإرادتها القانونية الضليعة.. مع اللواء «محمد إبراهيم».. الذي يحكى عنه الكثير خصوصاً نزلاء السجن.. بأنه متواضع لدرجة الجلوس معهم على الأرض ومشاركتهم في كل أفراحهم وأتراحهم.. والعمل بجد لفك الغارمين والتوسط في العفو لدى أولياء الدم..! عوداً حميداً..!! زالت «دولة التاكسي» وضاعت هيبته وسط.. عربات الهايس والداماس.. فانزوى الأصفر بعيداً يرقب في حسرة «قدلة الأبيض والأزرق والأحمر» في خيلاء.. سائقو التاكسي.. من قدامى المواطنين.. ومن أعرق الأسر السودانية.. صحيح أن سياراتهم عفى عليها الزمن وتراكم عليها الغبار لكنهم لا زالوا يحملون معنى أصالة الشعب.. قبل أن تطالهم «دواعي التغيير المجتمعي».. حدثني سائق أمجاد وأنا عائدة من منزل عزاء بأنهم يخافون المشاوير الليلية.. لأن كثيراً من المجرمين.. يتربصون بهم.. وأن هناك عصابات منظمة قد تجدها في أي مكان.. لذا يرفض كل المشاوير البعيدة في بعض المناطق.. تعجبت.. لذلك.. زمان نسمع بسائقي العربات يستدرجون الضحايا.. الآن أصبحوا هم الضحايا.. «ترى ممن يجب أن نخاف»؟! لا زالت الصحف تطالعنا بعناوين رهيبة تقشعر لها الأبدان.. اغتصاب طفلة وقتلها.. والعثور على جثتها في مكان مهجور.. أسر مكلومة.. ونفوس مريضة.. ومجتمع لا زال ينزف «دماء الفضيلة».. حتى الآن لم نسمع بدراسة جادة «لهؤلاء الذئاب» عن الأسباب والدوافع والمعالجات ولا شهدنا حادثة إعدام على الملأ لردع من تسول له نفسه الأمارة بالموبقات باتيان فعل تعجز عنه البهائم! ولا زالت الأمهات «في تيهن ودلالن».. وقعدات الجبنة والونسة والانشغال عن الأمانة ليؤكدن أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً.. لازال الصغار في الشوارع.. والدكاكين.. والميادين ولكم زجرت عديد الأطفال وأدخلتهم منازلهم.. وودت لو أصفع أمهاتهم لتوعيتهن قبل الكارثة..!! وصورهن باكيات.. على صفحات الصحف!! زاوية أخيرة: الشوارع ليست المكان الآمن لتربية النشء.. وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية..!!