توضح المصادر المطلعة والمتابعة أن سورية اليوم تبدو اكثر متانة وقوة من ذي قبل ،وأن حالة التفاف غير مسبوقة قد شهدتها حول القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الاسد، وأن السوريين تلقوا (اوامر) الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاخيرة كما تلقوا المواقف الاوروبية والتركية وبعض العرب بكثير من اللامبالاة، لأنهم يدركون أن سورية ماضية في اصلاحاتها بقيادة الرئيس بشار الاسد غير مكترثة بمواقف هذه الدولة او تلك ،وهم على ثقة ان سورية بدأت تخرج من ازمتها المفتعلة بأدوات خارجية مع بعض النفوس الضعيفة ممن يحلمون بمناصب الحكم وكراسيه، هذه المصادر تشير الى أن موجة الاحتجاجات تراجعت كثيرا قياسا الى الاسابيع الماضية، ولا سيما بعد انكشاف خيوط المؤامرة واستهدافاتها الداخلية، واثر المراسيم والقرارات الاصلاحية التي سحبت كل الذرائع والحجج التي جعلتها المؤامرة قناعا لها بهدف تمريرها مستغلة بعض الاوضاع الاقتصادية لشرائح اجتماعية تعاني الفقر والتخلف، لكن تؤكد المصادر أن قوة سورية ومناعتها اسقطت المؤامرة، ويكمن السر اولا في مناعة الجيش العربي السوري ومتانة وحدته والتفافه حول قيادته، وفي التفاف الشعب السوري حول جيشه وقيادته ،وحصانته في وجه كل اشكال الفتنة التي اسقطها الشعب العربي السوري بوعيه الراقي وبانتمائه وتربيته الوطنية التي نشأ عليها منذ سنين طويلة، فنشأت اجيال تربت على الثوابت الوطنية والقومية،ايضا في الذاكرة السورية، تضيف المصادر مجازر ارتكبها تنظيم الاخوان المسلمين منذ اكثر من 30 عاما ،ولا يمكن أن تمحى ولعلها كانت احدى اهم ادوات الوعي لدي الشعب العربي السوري الذي يحرص على دولة علمانية تحت راية توحد لا تفرق، تجمع كل الشرائح من طوائف ومذاهب واتنيات في وحدة اجتماعية متينة وبقيادة رائدة كرست هذه الوحدة،المصادر المطلعة تؤكد ايضا ان القرارات الدولية الاخيرة لن تؤثر لا من قريب ولا من بعيد في الاوضاع الاقتصادية الداخلية المستقرة، والتي لم تهتز منذ اندلاع الازمة، اضافة الى سورية اليوم هي اكثر صلابة من اي وقت مضى في وجه كل القرارات الدولية وواثقة انها لن تستطيع أن تغير من مسار الاصلاحات ولا من وجه سورية القومي المقاوم. مصادر محلية وعربية وثيقة الاطلاع تؤكد أن الازمة السورية باتت في مراحلها الأخيرة بعد المعالجة الناجحة لها ،وفي ظل سلسلة القرارات التاريخية التي اصدرتها القيادة السورية وحققت فيها نقلة نوعية في مسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس بشار الاسد بعيدا عن الضغوط الدولية التي تسعى الى حصار سورية، وعرقلة مسيرة الاصلاح، لأن اهداف هذه الضغوط الاميركية الاوروبية الاسرائيلية ليست دفع سورية الى اصلاح ،ولا الى شعارات الحرية والديموقراطية، وانما تستهدف اسقاط نظام حاضن للمقاومة يشكل العقبة الكأداء امام المشروع الصهيوني الذي تنفذه الولاياتالمتحدةالأمريكية واوروبا كرمى لعيون الكيان الصهيوني، ومن اجل امنه واستقراره في قلب المشرق العربي، وتشير هذه المصادر الى أن وتيرة الضغوط الاميركية الاوروبية تصاعدت لحظة انهيار البؤر الامنية المسلحة التي انشأتها مجموعات ارهابية في حماه وجسر الشغور وادلب وحمص ودير الزور، وغيرها من المدن السورية، حيث ارضية هذه البؤر ، بحسب مصادر سياسية مطلعة، ارضية اصولية متشددة ،وان هذه البؤر ما كانت لتقوم لولا الدعم الخارجي، وبعض العربي، وايهام شرائح شعبية أن النظام السوري قد سقط ،وأن المسألة هي مسألة وقت ليس إلا، وقد بادرت قيادات سياسية لبنانية تنتمي الى فريق 14 آذار مارس الى التبشير بأن شهر رمضان هو الشهر الفصل، وموعد السقوط النهائي للنظام السوري،هذه البؤر مدعومة من ادوات اعلامية فضائية، عمدت الى قيادات هذه الحرب منذ البدء، لدرجة أن محطات فضائية اصبحت متخصصة في بث الاضاليل والاكاذيب، التي لا تلبث أن ينكشف زيفها عبر وسائل الاعلام السورية، التي تعمد الى بث الصورة المباشرة التي تدحض بالصورة اضاليل تلك المحطات في الزمان ذاته والمكان عينه الذي تكون تلك المحطات التحريضية تبث اضاليلها فيه،ومن يتجول في شوارع المدن السورية، وحيث تكون هدفا لتلك المحطات المغرضة، يتلمس واقعا آخر يفضي الى أن هذه المدن تعيش امنا واستقرارا ولا تشوبها شائبة ما، وقد أيقن السوريون ان تلك المحطات تضلل الرأي العام العربي والعالمي في خطة مبرمجة وواضحة الاهداف.