رافقت قبل العيد الاستاذ علي احمد كرتي وزير الخارجية في رحلته التاريخية التي قام بها أواخر شهر رمضان الى ليبيا الثورة حيث زرنا معقل الثوار في بنغازي ووقفنا عن كثب على الأحوال هناك وهي رحلة مهمة مفيدة لأي صحفي لا يجد نفسه منفصلاً عن واقع الاحداث الكبيرة والملتهبة هنا وهناك!! ولا أريد أن أردد ما كتبته في اكثر من صفحتين في «آخر لحظة» في الأيام الماضية عن هذه الرحلة الناجحة والتي رأيت فيها من قريب تقدير الثوار للسودان وللسيد علي كرتي شخصيا وللأدوار التي قام بها لدعم الثورة والتي يبدو أن الثوار يحفظونها ويقدّرونها خير تقدير ولكنني أتوقف عند القاسم المشترك الذي ساد أحاديث الجانبين الليبي والسوداني وهو العقيد القذافي الذي تأذى منه الشعبان الليبي والسوداني والأخير أذيته منه وأشد كانت أفظع وأشد. ففي دوائر الشيوعيين أنهم لن ينسوا دوره في إنزال الطائرة البريطانية القادمة من لندن للخرطوم وعلى متنها بعض قادة انقلاب 21 يوليو المرحومين فاروق عثمان حمد الله وبابكر النور الأمر الذي ساهم في إفشال ذلك الانقلاب وفات قطار الحكم على الحزب الشيوعي.. ثم بعد ذلك انقلب القذافي على نظام نميري وقام بدعم المعارضة السودانية التي كانت تضم الأخوان المسلمين والاتحادي والأمة وهي ما عرفت في الوجدان السوداني باسم المرتزقة وهي كانت اسماً على مسمى لأنها فتحت الباب أمام السودانيين للاستعانة بالأجانب وهي خصلة ذميمة لم تتوقف حتى الآن ولا زالت تدفع البلاد ثمنها الغالي! ثم دعم القذافي بعد ذلك حركة قرنق ويقال إن الصادق المهدي هو الذي قدم «العقيد» ل«العقيد» ولا شك أن ذلك يمثل خطأً تاريخياً فادحاً لأن هذا الدعم هو الذي جعل حركة التمرد تتقوى «وتشم ريحة الدنانير والدولارات» ثم تنفصل بالجنوب العزيز وليت الأذى يتوقف عند ذلك انه يتصاعد الآن......!! إذن القذافي مطلوب أيضاً لدى «المحكمة الجنائية السودانية» لسؤاله ومحاكمته عن جرائمه التي ارتكبها في حق السودان والجريمة الأخيرة هي دعمه لحركات دارفور المسلحة بالمال والسلاح والإمداد والحدود المفتوحة والإقامة في فنادق ليبيا ذات الخمسة نجوم على حساب الشعب الليبي وآخر دعمه ما جاءت به الصحف أول أمس عن وصول عشرات اللاندكروزات المحملة بالذهب والدولارات وهي حمولات أعطاها القذافي لخليل ثمناً لقتاله بجوار قواته ضد ثوار ليبيا. عند عودتي من ليبيا كان كل من يلتقيني يسألني أخبار القذافي شنو؟ هل هو في ليبيا؟ أم خارجها. ومتى سيقع في قبضة الثوار؟ الآن الأخبار تقول إن خليل فر لدارفور وصديقي «خالد» يضحك ويقول هل القذافي معه في دارفور؟ وهل يمكن أن يأتي؟ فنقول كلنا يا ليته يفعلها ويدخل أرض السودان ويقع في يد العدالة السودانية لتحاكمه جراء ما اقترفت يداه في حق السودان وقبل أن اختم هنا أقول يا ليت ويكيلكس يساعدنا ليكشف لنا كل مخازي وفضائح القادة والزعماء السودانيين في تآمرهم على مر التاريخ مع القذافي ضد بلدهم السودان مهما كان نوع النظام السائد في السودان فأنا لا أتصور مطلقاً أن يتآمر سوداني ود «بلد» ضد بلده!!