نقع كثيراً تحت سطوة السلاطين، وتنتابنا أحياناً بعض التوجسات من تقلب مزاجياتهم واختلاجات دواخلهم، فنظل نترقب مصير بعض حياتنا على تداعيات ما يصدر منهم.. ولكن سلطان المرض والضعف الإنساني من السلاطين الذين لا نعرف فيهم ملامة الحاكم أو المقدور ونحتملها على أنها الابتلاء واجب الصبر.. بالمقابل ننظر بشيء من الأمل نحو «ملائكة الرحمة» الذين نفرغ عندهم الكثير من الألم والمواجع والاحساسات المريضة.. وهنا على المستوى الضيق انحني إجلالاً للملاك الطبي «د. السموأل عبد العزيز» الذي يمارس ملائكته مع عموم المرضى «برزم عالٍ» ويحيل مع رفقائه ورفيقاته حوادث الخرطوم إلى ملجأ آمن لعموم أهل السودان.. المرضى الذين يصلونها وهم في حالة اضطرار تحت وطأة هذا السلطان القاهر.. لله درك السموأل وأنت تختص بقضاء حوائج المرضى دون كلل أو ملل.. وليت الكل يدرك الدور الذي تقومون به معشر الأطباء أهل الزي الأبيض في ذلك الموقع لتفهموا ما ينبغي فعله تماماً، ولتقتلوا التوجه الذي يسعى اليه البعض بتحويل بعض المستشفيات الاتحادية إلى ولائية، الأمر الذي يعني انهزام توفر العلاج لشرائح كبيرة من المرضى السودانيين في نواحي مما تبقى من الولايات، وفي أطراف المركز، فلا تجدر المغامرة بهذا الحق في ظل تدهور المستشفيات العامة، فمعظم الشعب السوداني لا يمكنه بلوغ مرحلة من مراحل العلاج بالمستشفيات الخاصة للظروف المعلومة والمعروفة للكل.. الأمر الذي يعني حمل النظام الطبي كله إلى مداخل التجارة والخصخصة المطلقة.. بالتالي قتل روح الهمة والتطوع عند الأطباء، الذين إن جردوا من مثل هذه الخصائص حرموا الخير الكثير وتأذى مرضاهم من ذلك.. فمن أين للمرضى محدودي الدخل بتكاليف «غرف الانعاش» عند الاضطرار إن لم توجد مثل تلك التي تحتضنها «الحوادث» وطبيب آس في همة وإنسانية هذا «السموأل عبد العزيز».. فيا أهل الصحة ببلادي لا تفرطوا في رحمة الشعب المريض من أجل الخصخصة المطلقة للتشافي والعلاج.. فكل فقراء ومساكين بلادي يرمقونكم بعين الانتظار لتكتشفوا مواضع الأوجاع، وتجزلوا التشخيص والعلاج.. رجاءً ابعدوا تجارتكم عن بعض الصحة وهامشها الذي يحتاجه البعض، ثم دللوا وتاجروا في ما تبقى ما دام انكم تقدمونها خدمة لقادرين. آخر الكلام: شكراً نبيلاً «دكتورنا» صاحب البركة الإنسان.. وفي شخصك احترام خاص لكل الأطباء رجالاً ونساء، خاصة وبعضهم الذين يهبون الفرص للتشافي بقدر الإمكان، أو كما تقدر ظروف المرضى.. مع محبتي للجميع..