دالحمد لله الذي يعد فلا يخلف الميعاد ويعظ وليس وراء وعظه ارشاد، وهو بكل شيء عليم.. نشهد أن لا إله إلا أنت حذرت ونذرت(أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملونü وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبونü ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعونü ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) ونشهد أن سيدنا محمداً عبدك ورسولك ورفعت قدره وفضلته على سائر المرسلين، وأكرمته بالاسراء والمعراج، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى الذين حفظوا الميراث فما ضيعوه وأشياعه الذين أعزوا لواء الإسلام ورفعوه (لهم دار السلم عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) أما بعد. إن السودان جزء من صميم هذا الوطن الإسلامي الأكبر، بل هو قلب الإسلام النابض في هذه الفترة الزمنية، وقد اكسبه الله تعالى منذ القدم صفة الطهارة وروح القداسة، فجعله موطن الجهاد والاستشهاد، وبارك فيه وأنبت فيه المجاهدين، وجعل أهله لرسوله من العاشقين وبسنته متمسكين، مما جعل اليهود والأمريكان عليه من الحاقدين فتتوجب على الأمة السودانية المسلمة أن تكون على دينها وسودانيتها حريصة حرص الأم على الجنين. ومنذ بزوغ فجر الإنقاذ بالسودان التف الصادقون حول دين الله أفواجا، وامتلأت صدورهم بنورالإيمان، ونسوا كل شيء إلا أنهم مسلمون تخشع قلوبهم بذكر الله وما نزل من الحق واعتز المسلمون في السودان بدينهم اعتزازاً شديداً، فما استطاعت الأحداث والنكبات التي تتابعت على السودان تتابع المطر الذي لا ينقطع على أن تؤثر في هذا التوجه الإسلامي الرباني، وعندما شاءت الأقدار لحكمة يعلمها الحكيم الخبير أن ينفصل الجنوب بايعاز من اليهود والصهاينة، جاءت عزيمة الأمة السودانية قوية في التحدي لهذا الحدث بكل صبر، وتوكلت على الله في سائر شؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية فكان عون الله سنداً في ذلك، ولقد استطاع اليهود أن يسهموا في قطع جزء لا يستهان به من بلادنا الجنوب- منتهزين غفلة أهل السودان وتفرقهم وتصارعهم حول المغانم الرخيصة والأهواء الدنيئة، ليثبتوا أقدامهم في أرض الجنوب لينتزعوا أرضها من أبنائها ويحيوا فيها روح القبلية، ليقتتلوا فيما بينهم حتى تخلو لهم أرض الجنوب، فينشذوا الاستيطان اليهودي.. ثم يعدوا العدة لينقضوا غداً على بقايا السودان ليبتلعوا جزءاً بعد جزء حتى يحققوا حلمهم الاسرائيلي، وهو أن تمتد دولة اسرائيل وتشمل وادي النيل وحوض النهرين وغيرهما من أقطار الإسلام العزيزة لا قدر الله ذلك أبداً ولا كان. ولا يخفى على الشعب السوداني العاقل المخطط اليهودي الذي يستهدف بلادنا، وذلك بغرض زعزعة أمنه واستقراره وتقسيمه الى دويلات، فها هو مالك عقار تُشكل عليه ضغوط أجنبية لزعزعة النيل الأزرق وتدويله، وها هو الحلو ينفذ مخططات يهودية أمريكية لتدويل جنوب كردفان، وها هي الحركات الدافورية المتمردة التي تخلفت عن وثيقة الدوحة تدعم من قبل سلفاكير واسرائيل لتدويل دارفور. وهناك أيد خفية تقودها أفكار يهودية شيطانية لتدويل الشرق، وها هم الخونة من العلمانيين واليساريين بقيادة عرمان يبيعون بلادهم وأنفسهم رخيصة لاسرائيل، داعين الى وقف المد الإسلامي بالسودان والى قيام دولة علمانية تستباح فيها الأعراض، وتقام بها الحفلات الراقصة، والبارات المفتوحة، لاقدر الله... وينتهي الأمر بقرار مجلس الخوف والكذب الدولي ( 2003 للعام 2011 ماذا أنتم فاعلون أيها الشعب السوداني البطل ويا أيتها الحكومة الصابرة على البلاء، انكم تتعرضون من هذا البلاء اليهودي الصهيوني المهاجم الخطير، للموت والفناء إن لم تجمعوا أمركم في حزم وعزم واخلاص على أداء واجبكم نحو سوداننا الحبيب وأهله بلا تأخير ولا تسويف، وكفى ما كان في الماضي من ذلات وكفى ما جره التخاذل والإهمال، وكفى ما أصاب بلادنا من طعنات، وأصبحنا مضغة في فم كل رخيص،، وواجب السودانيين رعاة ورعية يتلخص في أمور يجب أن يبذل في سبيلها النفوس والنفائس. أولاً ودون تأخير توطيد الحراسة العسكرية الوثيقة لحفظ ما تبقى من أرض السودان، دون تهاون أو تقصير لتفويت الفرصة على أعداء البلاد من أن يحققوا أهدافهم الرامية الى تقسيم السودان الى دويلات، ومن ثم اشتعال الفتنة بين هذه الدويلات، لتكون أشبه بالحرب الأهلية المشتعلة في الصومال الآن... ثم التعجيل بتشكيل حكومة قومية شاملة واسعة تشمل جميع الأحزاب اليمينية المعارضة ونبذ الجهوية والقبلية والعنصرية، وانزال الناس منازلهم وإزالة الغبن من نفوسهم لتتحقق وحدة الجبهة الداخلية في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به بلادنا الحبيبة، فالسودان ملك لكل السوانيين فينبغي أن يكون الأمر شورى بينهم بما يرضي الله ورسوله إلا من أبى. وكذلك إعداد العدة وتجهيز العتاد واتخاذ العدة لتعبئة الجيش المسلم المؤمن المطبوع على حب الشهادة وكراهية الحياة، والطمع لإنقاذ السودان كله ورد المعتدين حيث كانوا، ولا يصدنا عن ذلك واقع الحال ولا وطأة الأثقال ان الأمر أمر حياة أو موت. فإذا أراد الشعب السوداني المسلم أن يعيش كريماً فعليه ذلك ولو عظمت منه التضحية وطال به الشوط ليعيش سعيداً عزيزاً. ذلك ما نراه مناسباً فلا مجال للتسويف فأقدموا وخذوا في اداء واجبكم كل من ناحية، وعلى المرء أن يسعى وليس عليه أن تتم المطالب، واذكروا على الدوام قول الحق : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) وقوله تعالى: (يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المتقين لايعلمون). وعليه نناشد أهل الفكر والرأي وخاصة الاسلاميين الذين يحملون هم الوطن والمواطن، وأخص جماعات ورجالات الطرق الصوفية الذين رفعوا رايات نبذ القبلية والعنصرية، وأدخلوا الدين الإسلامي في السودان وساسوا الناس لعوامل الوحدة وليس التفرق والتطرف، وكان هذا النسيج السوداني الطاهر النقي بمختلف شكلياته وعرقياته بفضل مجاهدات السادة الصوفية على مر الدهور والأزمان لم لا.. يعيد التاريخ نفسه. وفق الله السودانيين رعاة ورعية لأداء واجبهم نحو السودان الحبيب الغالي وشعبه وهويته، واسأل الله أن يوحد كلمتنا وأن يجنبنا وبلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن أنه ولي ذلك والقادر عليه.. ألا هل بلغت؟.......اللهم فاشهد.