وجهت قيادات سياسية انتقادات عنيفة غير مسبوقة للحركة الشعبية، وقالت إنها استغلت مواقف الأحزاب المعارضة لتحقيق مصالحها مع المؤتمر الوطني. فيما نبّه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي لمخاطر «انفصال عدائي» بين الشمال والجنوب. وحذر من أن يؤدي إنفصال الجنوب إلى إمكانية انتقال عدوي الإنفصال إلى دول الجوار ونوه إلى أن لغة الشمال تعلو نحو الوحدة فيما يتحدث الجنوب عن الاستقلال مطالبا بضرورة تغيير لغة الجنوب لتكون أكثر إيجابية تجاه الوحدة. وطالب القوى السياسية «الوحدوية» باتخاذ موقف يفضي إلى تعديل اتفاقية نيفاشا بصورة تخاطب مخاوف ومصالح الجنوبيين. ودعا المهدي في منتدى «الصحافة والسياسة» الدوري أمس في منزله بالملازمين والذي جاء تحت عنوان «نحو مستقبل آمن أو توأمة عادلة» دعا إلى إشراف دولي على عملية الاستفتاء تفادياً للأخطاء. وحتى لا تكون نتيجته محل خلاف كما حدث في الانتخابات ونوه المهدي إلى وجود هامش من الحريات مطالباً القوى السياسية باستغلاله مشيراً إلى عدم اعتراض أي جهة على قيام منتديات الأحزاب وأنشطتها. ورفض المهدي خطاب ثامبو أمبيكي الذي قدمه في اجتماع الشريكين لمناقشة قضايا ما بعد الاستفتاء. وقال إن أمبيكي «تحدث وكأن قضايا السودان تم حلها جميعاً». وقال محمد إبراهيم نقد رئيس الحزب الشيوعي لا أشعر بمسؤولية إذا انفصل الجنوب عن الشمال. ورد ذلك إلى أن الشماليين منذ وقت بعيد يسعون إلى أن يحصل الجنوبيون على حقوقهم، وحذر من التداعيات السالبة التي يمكن أن يسفر عنها الانفصال وتحديداً استغلال البترول الذي بالجنوب، ودعا إلى مؤتمر ثاني بجوبا قبل الاستفتاء إلا أنه حذر الحركة الشعبية من استغلال الأحزاب في تكتيكاتها السياسية مع المؤتمر الوطني، ومن جهته عرض ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية تأييده لخيار الوحدة بأسس جديدة لها على أن تقوم على التنوع الديني والثقافي. وحمل د. بخاري الجعلي القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني مسؤولية مصير البلاد بعدما وصفه بالخطر، منتقداً موقف الحركة الشعبية حيال القوى السياسية الأخرى قبل إشارته إلى أن الحركة كانت في المركز الثاني في التجمع الديمقراطي ولفظته.