فى بلادنا الكثير من الأعمال الكبيرة والمشروعات اللافتة للنظر، إلا أنه مما يجلب عدم الارتياح أن هذه المشروعات لايُعرَّف بها ولا يُسلط عليها الضوء.. والمشروعات والأعمال المعنية هى ذات ارتباط وثيق بحياة الناس فى معاشهم وصحتهم وأمنهم، ولذا من الواجب التعريف بها حتى يستفيد من خدماتها كل الناس. على من يقع اللوم فى التعريف بمثل هذه المشروعات العائدة للقطاع العام أو للقطاع الخاص- هل على وسائل الإعلام أم على القائمين المديرين لهذه المشروعات. وسائل الإعلام العامة الرسمية والخاصة- وبعد التوجه إلى اقتصاد السوق وقلة التمويل الحكومى للوسائل الرسمية وانعدام الدعم للوسائل الخاصة- لم يعد عندها مساحات زمنية مجانية لإبراز الكثير من المشروعات والإنجازات إلا فى سياق التغطيات الخبرية التى تصاحب قيادة الدولة وبعض الوزراء الذين يجد نشاطهم اليومى طريقه إلى هذه الوسائل الرسمية، وعدا ذلك فلابد من الرعاية والإعلان للتعريف وتسليط الضوء. يحجم الكثير من المسؤولين عن هذه الأعمال والمشروعات الكبيرة عن تخصيص أى أموال للإعلام- ينفقون على كل شيء إلا الإعلام الذى يبدو أن الكثير من هؤلاء يرى أنه واجب على وسائل الإعلام السعي لهم، بل وقد يظن البعض أن إبراز مشروعاته فيه خدمة لها من خلال ملء أوقات الفراغ بهذه الوسائل، والبعض الآخر يرى أن الإعلام لايحقق له عائدات يستحق الصرف عليه . الكثير من المشروعات الكبيرة لم تحقق العوائد المرجوة، لأنها تغفل دور الإعلام المهم فى التسويق والتعريف وحشد التأييد والمساندة، وقصرت دور الإعلام على إبراز نشاط محدود لقيادة المؤسسة من خلال إدارات صغيرة معلولة تهتم بصورة المدير أو المسؤول قبل صورة المؤسسة . فى المقابل هناك بعض المؤسسات والمشروعات تقدِّر دور الإعلام وتجعله صنواً للإدارات العليا، تبذل له وتهتم بالكادر الذى يقوده، ونتيجةً لذلك حققت نجاحاً على نجاح التأسيس المخطط له ونجاح التسيير الذى يتقدمه الإعلام. جالت بخاطري هذه الملاحظات والمواقف وأنا أقضي بضعة ساعات نهارالسبت الماضي بمؤسسة من مؤسسات الدكتور مامون حميدة، أتحفظ على تحديدها خشية دفع فاتورة إعلان تحريري، رغم أن الدكتور مامون حميدة يمتلك راديو أف أم ويقدم برنامجاً تلفزيونياً مشاهداً، وقدم لهذا البلد مشروعات يستطيع أى منصف أن يصفها بعبارة من كلمتين « الجودة والتميز » ولأنه عرّف بها بأعمالها وبالإعلام عنها القاعدة الذهبية: أنفق نصف رأس المال لأي مشروع على الإعلام والاتصال وستجني أضعافه خلال العام.