قال الشاعر القديم لا فض فوه «الا الحماقة أعيت من يداويها» ، وحكايات الحماقة والحمقى جاءت كثيرا في أخبار العرب القدامي ويقال في ذلك أحمق من هبنقه ، وفي السياق العامي يقال أحمق من أبو الدقيق ، وبالمناسبة هناك شعوب تمتاز بالحماقة أكثر من غيرها ، للأسف نحن في السودان ندخل ضمن قائمة الشعوب الحمقى ، وحماقتنا بحمد الله جميلة ونحسد عليها ، ومن الشعوب الحمقى في الدنيا الواسعة الصوماليون والأتراك ، وبالمناسبة حماقة الإنسان السوداني تتجسد في الكثير من الحماقات التي حدثت في عهود الحكم المتتالية في السودان ، ولكن كانت الحماقات أكثر جمالا وتألقا في العهد المايوي ، ومن حماقات مايو إصدار قوانين سبتمبر ، بدون تمحيص أو عقلانية ، وترحيل الفلاشا إلى إسرائيل ، والتنكيل بالمناهضين ، لدرجة أن السودان لم يشهد حمامات دم وتشفي كما حدث في عهد مايو ، وعلى فكرة فإن الحماقات الجميلة ومستحيلة إزدادت رونقا وجمالا في عهد الإنقاذ وأصبح يضرب بها المثل ، وحتى لا يقول أحدكم أن صاحبكم العبد لله أحمق من هبنقه ، اقول وأمرى الى الله أن حماقات الإنقاذ سيكتبها التاريخ بمداد من نور ، وعليك نور يا حبة الزيتون ، ومن هذه الحماقات محاولة ركوب موجة العنتريات التي ما قتلت ذبابه ، وإستضافة القاعدة في رحاب الوطن ، وفتح أبواب السودان لشذاذ الآفاق والذي منه ، ومن ثم هوجة ما يسمى بالصالح العام ، والتي شتت سنسفيل آلآف الأسر ، ورسمت صورة باهرة وجميلة لأستئصال الآخر ، ثم كانت الحماقة الكبرى والتي تغنى بجمالها الركبان ، والمتمثلة في تسديد ضربات موجعة للمشهد الثقافي في السودان في بدايات عهد الإنقاذ ، ومن الحماقات الجميلة التي ستسجلها كتب التاريخ والتراجم ، إنحياز السودان إلى جانب العراق حينما إحتلت جحافل صدام حسين الكويت وصدقوني إن التاريخ لن يرحم من كتب مسودة هذه الحماقة الجميلة جدا ، لأن الكويت كانت وما زالت تقف مع السودان في المحافل الدولية والإقليمية ، ثم كانت حماقة العداء مع الشقيقة مصر والتي إستمرت لسنوات طويلة قبل أن تعود المياه إلى مجاريها ، أما الحماقة الكبرى وبنت أم الكبائر فهي سيئة الذكر إتفاقية نيفاشا التي قصت ريش السودان وفتحت علينا أبواب جهنم الحمراء ، أما آخر الحماقات والتي اتوقع أن يكون لها صدى سلبي في دول الجوار فهي محاولة التقرب من إيران ، اقول بالفم المليان أن هؤلاء القوم لا يشبهوننا والله العظيم لا يشبهوننا ،وهم يبحثون عن مصالحهم ، ويحاولون فتح أبواب لنشر معتقدهم ، وهم كما قال أبو الطيب المتنبي ، «إذا رأيت نبوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم »، وصدقوني أن محاولة التقرب من هؤلاء الشعوبيون ستكون لها آثار سلبية في علاقاتنا مع دول الخليج ، وهم أشقاء ومصالحنا مع مصالحهم ، أما ايران فهي ليست لديها صاحب ، والشواهد على ذلك كثيرة .ويا بكره تظهر عجايب .