وضع راصد بيت الأسرار كلتا يديه على رأسه ولم يصدق ما تداوله الأشخاص المهمون الذين يتبعون للجهة والحركة المؤثرة في تكوين الاتحاد المهني ذي الصلة بأعمال الفكر والرأي، ومع ذلك لم ينسحب الراصد إلا بعد أن سمع كل ما جاد به الحادبون الذين أخذوا يعدون تقاريرهم حول أداء قيادة ذلك التجمع التي انصرفت إلى الجري وراء المؤتمرات وملاحقة الطائرات والسعي وراء النثريات.. راصد بيت الأسرار سمع من يطالب بضم ملاحظات محددة في التقرير متعلقة بكشف مرتبات خاصة من مال الفئة القابضة على الجمر، وقد بلغت بعض تلك المرتبات أرقاماً فلكية للرئيس والأمين العام وآخرين.. إضافة إلى معلومات حول حساب جانبي لا يدخل في عمل المجموعة الرسمية. تأكد لراصد بيت الأسرار أن تحركاً صامتاً يجري هذه الأيام للإطاحة بالمجموعة وإيجاد معالجات عاجلة تمنع الفضيحة. استئصال المرض ü هذه المرة كان راصد بيت الأسرار يتجه نحو الجانب الغربي من مدينة الخرطوم، حيث العمارة المشهورة التي تضم البنك الرائد والعملاق وتضم مكاتب عديدة لشركات ومؤسسات تعمل في مختلف المجالات، وتابع راصد بيت الأسرار حركة الرجل الوقور بعد أن ترجل من سيارته الفارهة واتجه صوب العمارة العريقة وضغط على زر المصعد ليرتفع عدة طبقات، حيث التقى هناك بالشخصية الإعلامية الكبيرة والراسخة، وقد علم الراصد أن موعد اللقاء حدد في ذات اليوم، ومع دخول مشروب الكركدي البارد والقهوة الساخنة أبلغ الزائر مضيفه بأن الصحيفة على وشك الصدور وأنهم رأوا الاستعانة ب(فلان الفلاني) ليكتب هناك.. ضحك الرجل صاحب القدرات الضخمة والعمامة الفخمة، وقال لضيفه: (يا أخي تكونوا حليتونا منو.. وربنا يستر عليكم منو) خرج الضيف وأبلغ الرجل طاقم مكتبه بالنبأ السعيد، وقال لهم: (بعد ما يمشي مننا إن شاء الله يكتب في السياسة ولا يرجع للرياضة ما يهمنا.. المهم انو ماشي).. هنا تلفت راصد بيت الأسرار الذي كان في زيارة للمكاتب القريبة، وغير وجهته بعد أن كان يقصد منزله جنوبالخرطوم، عاد للصحيفة ونقل الوقائع كما هي.. حوافز وتسهيلات ü يقوم أحد مديري المؤسسات الكبيرة بقيادة مشاورات مع مقربين من أحد الوزراء من أجل تزكيته في كشوفات الحكومة الجديدة وعلم راصد «بيت الأسرار» أن المدير وعد المقربين منه بحوافز وتسهيلات كبيرة حال دخوله الكشف الحكومي. العدالة هي الفيصل ما زال عدد من الأطباء يتعجبون من الهجوم الذي تتعرض له الشركة الطبية الشهيرة من قبل إحدى الإصدارات اليومية وسمع الراصد أن مسؤولاً بالشركة قال لا مناص من المقاضاة وإن العدالة هي الفيصل بيننا.