راسة الاقتصاد من أكثر الدراسات المتعلقة بحياتنا، فالإدارة هي ليست يافتة مكتوب عليها الإدارة في شركة أو مركز أو مؤسسة أو مدرسة أو جامعة. الإدارة في مأكلنا ومسكننا وملبسنا ومشربنا وحياتنا الخاصة والخاصة الخاصة والحياة العامة. الإدارة أن تعرف كيف تتجاذب فيها أطراف الحديث مع أي شخص كان، الإدارة في ترتيب الأمور كبيرها وصغيرها، الإدارة في الوقت وكم نحن نفتقد لإدارة الوقت والحوار وتداول المعلومات، فالحديث مع المثقف ليس كالحديث مع المتواضع الثقافة، والحديث مع بائع الفاكهة ليس كالحديث مع سائق المركبة.. الإدارة تدخل في كل شيء حتى أنفاسنا فيها إدارة، الشرح طويل جداً وأنا يا دوب بكتب في عمود محدود المساحة ومن ثقب الباب كمان. أسباب تخبط تصرفاتنا وعدم تنظيم حياتنا المادية وعدم الاهتمام بالمؤثرات الخارجية فيها إدارة.. الإدارة ليست مادة تدرس في الجامعة لنيل وظيفة بعد التخرج.. فمجرد التفكير أننا ندرس الإدارة لنتخرج ونعمل دون تطبيق، فهذا من أسباب سطحيتنا.. في فترة الدراسة الجامعية وأنا في العام الثالث في كلية التجارة قسم إدارة الأعمال كانت المحاضرة عن الإدارة المعاصرة، وعند بدء المحاضر المحاضرة إذا بإحدى الطالبات تسأل: أتوجد إدارة معاصرة وإدارة غير معاصرة يا دكتور.. وما الفرق؟.. وكان رد الدكتور رداً دبلوماسياً لأبعد الحدود، حيث قال: الفرق بين الإدارة المعاصرة والإدارة غير المعاصرة هو أن الإدارة المعاصرة أن أقوم بإعفائك من المحاضرة بسبب بسيط أننا فى نهاية العام الدراسي وما بقيّ على انتهاء المادة شيء، ونحن من أول العام نتطرق إلى الفرق بين الإدارة المعاصرة والإدارة غير المعاصرة، وأما الإدارة غير المعاصرة.. هي أن أقوم بالشرح لكِ وأعيد شرح المادة من الأول وآخذ من زمن الطلاب والطالبات الوقت الكثير وتصير المحاضرة هرجاً ومرجاً ويظهر من هم مثلك من لم يحضر أول العام وفاق من الغيبوبة عند اقتراب الامتحانات، وحتى أكون إدارياً معاصراً استسمحك عذراً أن تخرجي خارج القاعة حتى تكون في ذاكرتك الإجابة واضحة عن الفرق بين الإدارة المعاصرة والإدارة غير المعاصرة. بصراحة لم تعرف زميلتنا الفرق وحدها وكلنا عرفنا الفرق بين إهدار الوقت واحترامه والجدية. نهاية الكلام نحن ما زلنا لا نعرف الفرق بين أن تحترم الوقت أولاً وأن نديه على قفاه كمان. ما أجمل إحساسنا بالمسؤولية وما أقل شأننا ونحن بلا هوية أو هدف وكل ذلك ناتج عن غياب الإدارة فى حياتنا. لحظة لو كنت بكتب في عمود صرخة، كنت شرحت هذا الكلام وبصراخ عالٍ كمان، مع الاعتذار للزميل العزيز الأستاذ/ عبد العال السيد.