أخونا علي فقير عبادي يسبقنا دائماً إلى المكاتب في الساعات الأولى من اليوم!! نحن يومنا شبه مقلوب!! وفي فضيلة «البكور» فإننا نجده في غيابنا قد استغل «الزمان» والمكان!! لوجهة اخرى.. مكتبه يتحول لمكتب متابعة «أهلي» للولاية الشمالية وأطراف من ولاية نهر النيل وخصوصاً عطبرة «أم والات» نجد «أناساً» وأوراقاً وشكاوي وتلفونات.. في حكاياته اليومية معي. أعرف أن هذا جزء من نشاطه وشخصيته خصوصاً في نسختها المايوية!! وهي نسخة جعلتني أرى مايو «الحقبة» بشيء من «التأمل» وهي التي كانت عندي شيطاناً كاملاً مثلها مثل الشياطين الأخرى التي تأتي بغتة دون «استئذان» أو «رضا» أو« قبول» معشر الأنس!! أمس ضمن اهتماماته اليومية بالشمالية وجدت تلفوناً من أحد أصدقائه بحلفا القديمة ومن خلال «اللكنة» الحلفاوية «المميزة» ونبرات الغضب والألم كانت الكلمات تتطاير كالسهام يريدها صاحبها أن تصيب الهدف فلا تطيش بعيداً لا حس ولا خبر. ü يتحدث الرجل بحرقة وألم عن حريق شب في دقائق والتهم على مدار اليوم 40 ألف نخلة كانت تتمدد في 17 ساقية متوارثة أباً عن جد!! ü ظاهرة الحرائق وسط أشجار النخيل ليست جديدة وهي تحدث أحياناً بفعل البشر وفي غالب الأحيان بدون قصد!! ومع ذلك يبقى التساؤل قائماً أين السلطات المحلية من كل هذا!! المواطن صاحب الشكوى نقل صورة «كارثية استقصائية» للذي حدث في قريته بحلفا القديمة!! قال «الحريم» شايلات الماء على رؤوسهن في محاولة لإطفاء الحريق الصورة «واقعية» ولكنه أعطاها بعداً رومانسياً حالماً فقد طلب مني أن أناشد السلطات إرسال طائرة إطفاء وهو الذي قال إنهم لا يعرفون شيئاً اسمه السلطات في هذه النواحي. ü تأكل النار ما تأكله ولا تترك شيئاً غير الرماد والأسى!! قلت له وماذا بعد ذلك!! قال لي خسارتنا فادحة والعوض على الله وخسرت القرية في دقائق ما قيمته 500 مليون جنيه وأي نخلة محروقة إذا أردنا تعويضها علينا الانتظار لمدة خمس سنوات مرة أخرى حتى تثمر!! والعوض على الله ولا عزاء لضحايا الحريق في الولاية الشمالية!! وفي الولايات الأخرى.......!!