تنتظم هذه الأيام وفي ولايات السودان المختلفة أروقة حزب المؤتمر الوطني حركة دؤوبة في عقد المؤتمرات التنشيطية من أجل ممارسة الشورى والديمقراطية بين عضوية الحزب وتفعيل هياكله على مستوى القاعدة والتواصل الدائم مع الجماهير وإصلاح الخلل وفق النظام الأساسي للحزب، بالإضافة إلى أن المؤتمرات تناولت قضايا الوطن والمواطن لتلاقح الأفكار والرؤى وتجديد المعارف والأنشطة للنهوض بمناهج الحزب وسياسته، وما يميز هذه المؤتمرات الشفافية والوضوح التي سادتها وتفريغ الهواء الساخن في وجه القيادات وإرسال رسائل واضحة لها لمعالجة المشاكل التي صاحبت الحزب خلال الفترة الماضية والعمل على ضرورة الاتقان واتباع الشورى كمنهج أصيل في مؤسسات الحزب. وفي هذا السياق أقامت محلية مروي بالولاية الشمالية الأحد الماضي مؤتمرها التنشيطي كأول محلية من بين «6» محليات بالولاية تدشن مؤتمراتها وذلك بحضور الأستاذ فتحي خليل والي الشمالية ورئيس المؤتمر الوطني بالولاية وعلي محمد عبد الله بندق المعتمد ورئيس الوطني بمحلية مروي فضلاً عن قيادات وأعضاء الحزب بالمحلية، وشهد المؤتمر نقاشًا مستفيضاً بين أعضاء الحزب وضرورة النهوض بالحزب لمواجهات المرحلة المقبلة والعمل بروح الفريق الواحد في كل الممارسات. وقال فتحي خليل رئيس الوطني بالشمالية- خلال مخاطبته فعاليات المؤتمر التنشيطي لمحلية مروي إن برنامج حكومته للمرحلة المقبلة يرتكز على مبدأ سيادة حكم القانون وإرساء دعائم الشورى كنهج لمؤسسات الحزب، مؤكداً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود بين مكونات الشعب السوداني والقوى السياسية لقفل الباب أمام التدخلات والمؤامرات الخارجية التي تستهدف وحدة واستقرار البلاد، وقطع فتحي خليل بأن حكومته شرعت في إحداث عملية الإصلاح المالي والإداري لضبط ومحاسبة كل من يقصر في أداء مهامه، وأشار خليل إلى أن ما يحدث في المنطقة من ثورات كان قد حدث في السودان في ثورة أكتوبر مضيفاً أن السودان له قصب السبق فيما يسمى بالربيع العربي مؤكداً أن التداول السلمي للسلطة يتطلب من الجميع التعاون لتحقيق عبر صناديق الاقتراع وليس من خلال أحاديث من أسماهم بفاقدي الأمل الذين قال إنهم يسعون لإسقاط النظام، ووعد فتحي خليل بكهربة كل المشاريع الزراعية بالمحلية حسب الخطة المرسومة والتنفيذ في الوقت المحدد، وكشف بأن الولاية موعودة بالاستثمارات في الفترة المقبلة من الداخل والخارج ستشمل كل محليات الولاية. وكشف علي محمد عبد الله بندق- معتمد محلية مروي رئيس الوطني بالمحلية عن جملة من التحديات السياسية الاقتصادية، وقال إن التحدي هو كيفية خلق الإجماع الوطني حول القضايا الرئيسية الإستراتيجية للبلاد، وكيفية إرساء قاعدة أصلية تأخذ حكم القدسية في التداول السلمي للسلطة فضلاً عن كيفية صناعة أمة سودانية متطورة قوية موحدة صاحبة رؤية إستراتيجية يسود فكرها ومنحها الداعي للتعايش وتنافس قائم على فعل الخيرات، وضرورة امتلاك كافة الأحزاب السياسية لمنهجية فكرية تأخذ في اعتبارها قيم هذه الأمة وتاريخها، وأشار بندق إلى أن التحديات الإقتصادية التي تتطلب إلى إعلاء في الإنتاج والإنتاجية والاستفادة من كل المقدرات الإقتصادية وقال على نطاق المحلية نحتاج عاجلاً لبرنامج زمني علمي يرتكز على فكرة تفعيل هذه الأمة وحشدها لتعظيم الإنتاج والعمل على برنامج علمي إحصائي لطاقة انتاج العملية الانتاجية. ودعا بندق إلى ضرورة تفعيل الدور المجتمعي وتعظيمه، مؤكداً أن المؤتمرات التنشيطية خرجت بمرتكزات أساسية لتفعيل هياكل الحزب على مستوى القاعدة والتواصل الدائم مع الجماهير وإصلاح الخلل الإداري وفقاً للنظام الأساسي للحزب وإقامة دورات تدريبية تثقيفية تبث ثقافة الإحاطة بنظم ولوائح الحزب وحملات تثقيفية للتبصير بقوانين ولوائح اللجان الشعبية وضرورة إعادة تكوينها، بجانب الاهتمام بقطاعات المرأة والشباب والطلاب في الأيام المقبلة ببرنامج علمي مؤسس. وأكد بندق أن 80% من التوصيات بالمؤتمر كانت في إطار تعظيم الإنتاج والإنتاجية وبالإضافة إلى أنها لمست القضايا الأساسية الخاصة بالمواطنين وعوامل الضعف في الحزب ووضعت المعالجات اللازمة والمطلوبة بجانب التوصيات وقفت على أداء الجهاز التنفيذي وترتيب الأولويات في المرحلة المقبلة، وأشار رئيس المؤتمر الوطني بالمحلية بندق إلى أن ما يميز المؤتمر مشاركة عدد من ممثلي القوى السياسية بالمحلية.