لم أجد من عبارات الدهشة والاستغراب والتعجب ما استطيع أن أوفي به تحرك وزير النقل السيد فيصل حماد نحو جمهورية مصر لبيع أسهم حكومة السودان في شركة سودانير، الناقل الوطني الذي ما صدقنا خروجه من وكسة ونكسة شركة عارف الكويتية، حتى يحملها الوزير ليرمي بها في حفرة ما منظور مثيلها،! وخلوني أسأل الوزير المختص سؤالاً مهماً، فلنفترض أن الدنيا ضاقت بما فيها، ولم يكن هناك «بُد» من بيع أسهم سودانير، فهل مصر الآن هي الشاري الأمثل؟ وكلنا يعلم الظروف التي يعانيها الاقتصاد المصري، وضبابية الرؤيا هناك، والشارع المصري يشكو صباح مساء عبر وسائطه الإعلامية المتعددة عن الانفلات الأمني، الذي بالضرورة هو نافذة لانهيار اقتصادي بالكامل!! وثمة سؤال يؤرقني أبحث له عن إجابة.. هل مثل هذه التحركات في اتجاه صفقات اقتصادية هي في المقام الأول فيها مساس بسيادة الوطن؟ هل مثل هذه التحركات والقرارات تتخذ بشكل انفرادي أم لابد أن يكون هناك ضوء أخضر من مؤسسة الرئاسة ومن البرلمان؟ فبأي منطق تسوَّق سودانير هكذا!! وكأنها مشروع فاشل وهي التي إن اديرت صاح، ودعمت صاح، لكانت مورداً اقتصادياً أغنى وأثرى من مائتي بئر بترول.. فيا سادة بدءاً من الأخ الرئيس الذي لم يعد لدينا من نخاطب سواه، والوزراء الميامين راكبين رأسكم وكل واحد يسوي الدايرو وما يسوي ليه؟ هل سمعتم بوزير من قبل تمت محاكمته أو محاسبته، أو إقالته لأنه فشل في مشروع ما، أو أخفق في مكان ما؟ يا سيدي الرئيس ملف سودانير أكبر من أن يتخذ القرار فيه شخص واحد، أو وزير واحد، لأنه ببساطة ملف سيادي يتعلق بكرامة وشرف وطن بأكمله!! ٭ كلمة عزيزة أنا ما عارفة مذيعاتنا ديل عندهم حساسية من التلقائية والبساطة في رد الفعل ليه، وخلوني أحكي ليكم القصة دي في مساء جديد، الذي تقدمه اسراء عادل واسراء سليمان يستضيف سيدة مهتمة بالتراث، وفي أثناء الحوار معها أصابت السيدة «كحة» يمكن أن تصيب أي شخص، وبدأت السيدة تكح وتكح وبدلاً من أن تقول لها إحدى المذيعتين مثلاً عافية!! أو ممكن نستعين بكوب ماء! واصلت الاثنتان حديثهما، وكأن شيئاً لم يكن، والسيدة تكح وتكح، وكما قال عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، وأنا أعيط وأنا أعيط!! فيا بناتي خليكن تلقائيات، وعلى درجة عالية من الحساسية في التقاط المواقف التي قد تحدث على الهواء.. بالمناسبة اسراء سليمان أفضل أن تذكر أسماء العرسان فقط، لأنها بتقول أي كلام في أي كلام، ونحن ناس بنفهم!! أقول ليكم حاجة والله شككتونا في فهمنا ذاته!! ٭ كلمة أعز عادت هنادي سليمان إلى قراءة نشرة العاشرة فعادت لها عافيتها وألقها، وعاد الينا إحساس بأننا نشاهد مذيعة عالمية.. بملامح سودانية!!