تبدلت الأجواء داخل أسوار نادي الهلال 180 درجة وانقلب الحال من التشاؤم المحزن إلى التفاؤل المفرح، وذلك بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الفريق تحت قيادة الفاتح النقر الذي خلف الصربي ميشو في تدريب الفريق بعد مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وبعد الخروج من سباق نصف نهائي عصبة الأبطال الأفريقية، قبل جمهور الهلال بالأمر الواقع واتفقوا على أن فريقهم خرج من مولد الموسم بدون حمص، إلا أن النقر نجح في إعادة الروح إلى الفريق وقاد بامتياز يحسد عليه سفينة الفريق إلى بر الأمان، حيث صعد بالفريق إلى نهائي كأس السودان وأبقى فارق النقاط بين الهلال والمريخ خمس نقاط، مما جعل الهلال يحافظ على حظوظه في الاحتفاظ بلقب الدوري الذي فاز به في الموسمين الأخيرين، وينتظر النقر تعثر المريخ في إحدى مبارياته أمام النسور أو الأهلي الخرطوم، ويسعى النقر الذي قاد الهلال إلى الفوز على النسور بهدف وعلى الخرطوم بهدفين ورباعية في شباك الأمل وهلال كادوقلي، إلى تأكيد أنه يستحق الإشراف على تدريب الهلال بعد أن تعالت بعض الأصوات التي تطالب باستجلاب مدرب أجنبي، وقد رد النقر عملياً حتى الآن بأنه نجح في المهمة رغم غياب عدد من اللاعبين الأساسيين بعامل الإصابة والإرهاق، على رأسهم قائد الفريق وعميد اللاعبين هيثم مصطفى، إلى جانب علاء الدين يوسف ومدثر كاريكا. وقد نجح النقر في اكتشاف اللاعب الشاب نادر الطيب الذي ظهر بمستوى طيب أمام الأمل وهلال كادوقلي، وأخرج لسانه طويلاً إلى المدرب السابق ميشو الذي رفض مشاركة اللاعب في تدريبات الفريق الأول وحوله لفريق الشباب، كما نجح النقر أيضاً في إعادة الثقة لعدد من اللاعبين على رأسهم المهاجم الكاميروني اتوبونغ الذي أصبح زبوناً دائماً للشباك بعد أن سجل أربعة أهداف في آخر خمس مباريات. وما بين نجاح النقر في إعادة الروح للاعبين وقيادة للفريق في الانتصارات وإعادة الثقة بينهم والجماهير، تبقى مباراة القمة الجمعة المقبلة على نهائي كأس السودان، هي التحدي الحقيقي للنقر، فإذا نجح فيها سيكون قد طرق المجد من كل الأبواب.