ولا زال نهر الأحداث يجري إلى إتجاه غير معلوم..ولا زال مصبها يرفده بمياه تتحرك ببطء ، وأحيانا تتسارع في إيقاع فوضوي يشبه تماما ما يدور بوسطنا الرياضي وعلى مستوى أعلى مؤسسات كرة القدم. حتى كتابة هذه السطور، وموقف المريخ يبدو غامضا، ولا نجد إجابات واضحة لأسئلة تكاد تحاصرنا في كل إتجاهات التحرك، بالطرقات، وعبر الهاتف، ومن خلال الفيس بوك، الجميع يسأل هل ستلعب قمة الجمعة! ويتحول السؤال ..هل ستكون هي قمة نهائي الممتاز التي تم تأجيلها في وقت سابق لتلعب نهاية الموسم بدلا عن الإسبوع الثاني كما هو موضوع بجدول التنافس في بداياته. أم أن المناسبة ستكون هي حفل نهائي بطولة كاس السودان ، البطولة التي تلفظها كل قواعد التنظيم، وتسخر منها المنافسات المحترمة، لكونها خارجة تماما عن قواعد التنافس وعدالته! وبين موقف المريخ الذي يشابه المطاط ..شد وجذبا..وصمت الإتحاد العام..يبدو الموقف في قمة غموضه، مع بعض أحاديث تروج سرا ..مفادها أن يوم الجمعة سيشهد لقاء الكبيرين! وما يجعلنا نرجح كفة إقامة الجولة، على إعدامها عند أسوار الحسم الأحمر..هو أن رغبة الجمهور المريخي هو أن تلعب المباراة، وكذلك هي رغبة نجوم المريخ الذي ألتفوا حول مدربهم وطالبوه بخوض الجولة! الغالبية العظمى من جماهير المريخ تريد اللقاء ..وتثق أن فريقها قادر على تجريد الهلال من كل بطولات الموسم، وجعل موسمه أبيضا كشعاره، وترى أنه لا مجال للإنسحاب! والعاطفة هي التي تقود جمهور الأحمر الجميل لرفض تأجيل اللقاء، حيث تبادر لها أن الأمر إنسحابا، وهو ما يعتبرونه عارا دونه تقبل أقسى الخسائر أمام الهلال ..ولم يتفطنوا إلى طلب المريخ الذي هو تأجيل للقاء! وما زاد حماسة الجمهور الأحمر، وأعلامه التصريحات الخجولة التي أصدرها أحد قادة الإتحاد العام ورفض أن يزج بإسمه بين سطور تلك التصريحات ربما خوفا من توجيه كل آليات الغضب الأحمر صوبه، أو صمتا حتى ينفذ وعيده! من خلال تلك التصريحات قال عضو الإتحاد أن المريخ سيتعرض إلى عقوبات تمتد إلى حيث مشاركته الأفريقية، علاوة على إحضار خصم آخر لمنازلة الهلال عند النهاية. سادتي ...حتى كتابة هذه السطور والموقف لا زال يحمل معه كل الغموض، ونتوقع أن يحدث إنفراجا تاما لهذه الأزمة خلال اليوم أو غدا ..لأن جمهور المريخ وأعلامه يضغط في إتجاه لعب المباراة، وتبدو أيضا رغبة اللاعبين أكبر من رغبات الجميع.