الخصوصية هنا في أمرين، الأول هو الموضوع الذي أكتب فيه اليوم، وهو خاص لكنه في حكم العام، لأنه يتّصل بالتعامل والمعاملات، والحاجة والمرض، أما الثاني فهو مستشفى خاص في مدينة أم درمان، يقع عند الجانب الشمالي الشرقي، لمستشفى أم درمان التعليمي القديم، ويحمل اسم مستشفى البقعة. إرادة الله قضت بأن نحتاج إلى إدخال أخ وصديق عمر وزميل دراسة منذ أيام الطفولة، إلى مستشفى البقعة الذي أشرنا إليه بداية، وهو الأخ والصديق «محمد عبد المطلب خالد منصور».. كنا مجموعة من الأصدقاء، التففنا حوله منذ نحو العاشرة صباح أمس الأول، بعد أن رأى صديقانا وصديقاه، الطبيبان، الدكتور معز حسن بخيت، والدكتور التجاني المشرف، ضرورة إجراء عدة فحوصات طبية دقيقة، تبدأ بالصور الملونة، وتمر بأجهزة الموجات الصوتية، ثم أجهزة الصور المقطعية، وفحوصات يحتاجها الأطباء لتشخيص حالة صديقنا العزيز محمد عبد المطلب، الذي كان أكثرنا حملاً للأسماء، فإلى جانب اسمه الحقيقي هو أيضاً «محمد طلب» و«طلب» و«محمد مدني» و«مشكور».. و«طلب مدني».. وقد انشغلنا عليه كثيراً، خاصة نحن مجموعة الأصدقاء الذين ربطت بينهم أواصر المعرفة أولاً فالدراسة والجيرة والصداقة منذ أكثر من أربعة عقود ونصف، منذ أن كنّا أطفالاً في مراحل تعليمنا الأولي، لينضم إلى ركبنا آخرون خلال السنوات التي أعقبت تعارفنا في مدارس أم درمان بمراحلها المختلفة، الهجرة الأولية، وأم درمان الأميرية الوسطى، ثم أم درمان الأهلية الثانوية، ليتفرق جمعنا بعد ذلك ما بين الجامعات أو الكليات العسكرية في الجيش أو الشرطة، أو أرض المهاجر البعيدة. دخلنا مجموعة كبيرة مع صديقنا محمد عبد المطلب «أبو طالب» إلى فناء مستشفى البقعة، ولحظة جلوسنا في البهو الواسع المخصص لانتظار المرضى والمرافقين، جاء إلينا شاب شديد الأدب، ألقى علينا بالتحية، ومعنا السيدة ناهد سعدابي، زوجة صديقنا محمد عبد المطلب، وعرفنا بنفسه: (الدكتور خالد محمد عبد الله)، ثم قال إن الدكتور معز حسن بخيت تحادث إليه هاتفياً قبل قدومنا بقليل، وشرح له المطلوب، لذلك يطلب إلينا أن نرافقه إلى مكتبه - تبعناه، فوجدنا أنه مدير عام ذلك المستشفى، بعد أن دلتنا اللافتة الصغيرة الموضوعة على مكتبه، على ذلك، وتجاذبنا أطراف الحديث، وأخذ يهون علينا المرض، وأكرم وفادة كل المرافقين، وقد علمت منه ومن غيره أيضاً أن أجهزة حديثة ومتقدمة في كل مجالات التشخيص متوفرة بذلك المستشفى، وأن وجود الأطباء الأخصائيين أمر طبيعي وعادي في كل الأوقات، إضافة إلى نوابهم أو الأطباء العموميين، وأن العمل يستمر بالمستشفى حتى في أيام العطلات، وأن أطباء البقعة أجروا عمليات دقيقة خلال عطلة العيد، إحداها لمعالجة آثار حادث وقع قريباً من مدينة «عطبرة» الأمر الذي تطلب نقل المصاب إلى المستشفى عن طريق الإسعاف. سعدنا للمستوى المتقدم في التعامل والتشخيص والعلاج، وأجرى اللازم لمريضنا العزيز، وتواصلت الفحوصات حتى يوم الأمس، لذلك رأيت أن الواجب يقضي أن نتقدم للدكتور خالد محمد عبد الله وكل أسرة مستشفى البقعة بالشكر والثناء والتقدير.. صحيح إن الأمر خاص - لكنه خاص كأنه عام.. بل هو خاص في حكم العام. اللهم اشف مريضنا محمد عبد المطلب خالد منصور، وعافه وألبسه ثياب الصحة والعافية، واعطه طول العمر، فهو أحد عبيدك الأكثر حرصاً على طاعتك يا الله يا رب العالمين.. آمين.