قبل فترة قال وزير البترول إن متبقي مخزون النفط في السودان سينتهي خلال عشرة أعوام، وقال وزير المالية إن إنتاج الميثانول سيسد الثغرة والفجوة في الدخل القومي للسودان، يعني بحمد الله ربنا عوضنا خيراً عن البترول بالميثانول، هنا نحن شعب السودان نرفع الأكف شكراً لله تعالى على نعمائه الكثيرة لوطننا الحبيب وشعبه الكريم المبتلى، وأنه بزيادة مصانع السكر بالبلاد يزيد إنتاجه وبالتالي زيادة الميثانون للتصدير وبكميات تجارية، نقول أيضاً إن دخول الشركات العاملة في مجال تنقيب الذهب يساعد على زيادة الإنتاج والتعدين، مما يزيد في ميزان الدولة وتعدد مدخول مال الدولة، كما أن سياسة الدولة واجتهادها لرفع كفاءة الإنتاج الحيواني والزراعي والمساهمة الفاعلة فهما أساس الاقتصاد في السودان لما حبانا الله به من أرض بكر، فالزراعة والثروة الحيوانية هما وجهان لعملة واحدة تصب في نهضة السودان ورفع اسمه عالياً بين الأمم، وحتى يكون في مكانة مرموقة ونتوقع ذلك بإذن الله خلال الأعوام القادمة. إن إنتاج الكهرباء بإقامة السدود يساعد على توجهها للمكنكة الزراعية وتقليل صرف البترول في هذا المجال. مما يقلل تكلفة الإنتاج الزراعي لزيادة الرصيد الحيواني ويساعد في تخفيض تكلفة المعيشة للمواطن الفقير. إن السودان يزخر بثروات كثيرة ونعم إلهية حبانا الله بها والتي لا توجد في أي دولة أخرى في العالم، مما يحقق مقولة إن السودان هو سلة غذاء العالم. إن ما نراه اليوم من تدخل بعض الدول والشركات لتحطيم السودان شعباً ووطناً وقيام بعض الدول وعن طريق شركات عاملة تعمل على هدم السودان وشعبه ونقل الأمراض للشعب والوطن وتصدير أسمدة ومبيدات وأغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية، لم تتمكن من تصريفها، على أن يكون السودان هو سلة نفايات العالم وليس غذائه. إن الضمير السوداني والوازع الديني والذي عايشناه كدولة مسلمة قد تأثر كثيراً في الفترة الماضية وراء الكسب غير المشروع، والحصول على أموال تقدر بالمليارات لمساعدة بعض الأفكار الخاطئة وشركات تعمل في الخفاء لإسقاط كل القيم الموروثة في المباديء والأعراف، وكل منهم يقول (نفسي وبس)، وهو للأسف لا يدري كيف ستكون نهايته بهذا الجرم والإجرام، وكذلك دخول بعض الكتب التي تساعد على الرذيلة واللبس الفاضح في الأيام الفائتة للتنصير. إن المياه العذبة التي حبانا الله بها من أنهار ومياه جوفية، هي الحرب القادمة للسودان من كل دول العالم، فإن الإنسان يستطيع أن يعيش أكثر من أسبوعين بدون غذاء ولكنه لا يستطيع أن يعيش لأكثر من ثلاثة أيام بدون ماء، فمياه الشرب تكلف بعض الدول أكثر من 10%من دخلها القومي وتزداد بزيادة السكان وهم ينظرون إلينا بنظرات تكشف عن ما تخبئه في الحرب القادمة وهي حرب المياه، ونحن اليوم بانفصال الجنوب نرى الشرر يتطاير من عيون الصهاينة وشركائهم وعملائهم، فهم يكيدون لنا كيداً كبيراً. بعد الطرح السابق نجد أن الحلول الصحيحة لتقوية اقتصاد السودان تتمثل في عدة أشياء يجب النظر إليها بعين ثاقبة وقلب معافى ووازع ديني وضمير سوداني بما تعنيه الكلمات المرادفة، نقول إنه لابد من رفع المهارات والقدرات والكفاءات ورفع الوازع الديني والضمير الحي للمساهمة الفاعلة والشراكة الأكيدة للتنمية بكل فصائلها لكل الوطن بكل الولايات حسب ما تستطيعه كل ولاية من تقديمها للنهضة الولائية خاصة والسودان عامة لكل الولايات والشعب. إن البرامج الطموحة والسعي الدؤوب للجهات ذات الاختصاص والدعم اللا محدود لبناء القدرات يساعد على البناء الصحيح والتنمية المستدامة، وذلك بدون النظرات المخلة والبذيئة من تحزب وقبلية واتجاه وترضيات، فكلها نظرات نتنة تحدث من الروائح ما لا يستطيع الشعب أن يشتمها، فهي قد تتسبب في إحداث أمراض ربو قد تؤدي إلى فشل رئوي مما يسبب سرطاناً في التنفس وتنتقل العدوى بسرعة فائقة في الأجواء السودانية وتكون هي العصا التي قصمت ظهر السودان وطناً وشعباً. قيام شركات ومؤسسات سودانية 100% وبأيدي سودانية 100% وميزانيات سودانية ودعم ورفع الوازع الديني والضمير الحي، من أهم المقومات لأرض خصبة وقوية تتحمل كل الضغوط، مع وجود الأمن الكامل والأمان للنهضة بكل معانيها مع التخطيط السليم لكل المشروعات، فهي تدفع للتقدم والتحضر والكسب الحلال المشروع مما يبعد المخاطر والمجازفات والهدم. إن مجال التصدير مفتوحة أبوابه في كل المجالات، وذلك بعد التأكد من نجاح هذه المجالات بإحداث ما يزيد عن حاجة الوطن وهو الأساس. وحتى لا نصدر شيئاً ثم نحتاج لاستيراده في خلال العام وبأسعار قد تكلف الوطن الكثير من الجهد والأموال، تكون الصناعات في السودان بمواصفات سودانية 100%وحتى نبعد عن شبح الوارد وغير المطابق لمواصفاتنا مما يؤدي إلى الفساد والأمراض، فلابد من قيام شركات سودانية تعمل في مجالات الصمغ العربي والمصنوعات الجلدية والغذاء والكساء بعد إيجاد المكنكة وتمكين الشركات من الأداء الرفيع، مما يرفع سمعة السودان عالمياً كدولة تصدير مؤهلة ويكون استيراد منتجاتنا لكل الدول القريبة والبعيدة وهذا ليس ببعيد. نعيد ونكرر أن الأمن والأمان لكل أرض السودان من أهم مقومات النهضة بكل برامجها، فلابد أن تكون روح الشعب بكامله والبعد عن الجهوية والحزبية والقبلية، فهي أساس المشاكل في هذا العصر، فلابد من تضافر كل الجهود والنظرة العامة لكل أرجاء الوطن بنفس النظرة ولا تكون هناك منعطفات وتهميش وأحاسيس تساعد على الهدم، فالوطن واحد موحد بكل أجزائه الحالية، فلابد من تشابك الأيادي فهي قوة لا يستهان بها.