اليوم نفرد هذه المساحة لقضية أحد منسوبيها، والألم يعتصر قلب كاتب هذه المادة وقلوب زملائه في الصحيفة، فقد دهم المرض الخبيث الزميل زين العابدين أحمد محمد مراسل الصحيفة ومدير مكتبها في القاهرة، وهو من رهبان الصحافة التي ظل يعمل في بلاطها لمدة زادت على الثلاثين عاماً داخل وخارج السودان. دهم المرض اللعين جسد الزميل الأستاذ زين العابدين أحمد محمد، وظل يكتم الألم ويضحك في مواجهته، بعد أن علم أنه مصاب بسرطان البروستاتا، الذي انتشر بعد ذلك في العظم بقوة. عاد الأستاذ زين العابدين إلى الخرطوم مرتين بعد أن علم بحقيقة الأمر، عاد بذات الابتسامة والروح الخفيفة، وظل يتواصل مع زملائه بصورة شبه يومية، لم يمنعه مرض أو ضعف أو خوف، وكان قد بدأ علاجه في مصر، وخلال فترة وجوده بالسودان، وفرت له مستشفى الذرة بعض الأدوية المهمة، ولكن معالجيه في مركز القاهرة للتشخيص المبكر، وعلاج الأورام، قرروا أن يخضع لجلسات شهرية للإشعاع لا تتوفر في الخرطوم، لأنها تتم عن طريق جهاز معين لا يتوفر في السودان، وحتى إن توفر فإنه يحتاج إلى إقامة كاملة مما يتعارض مع تعاقدات وأعمال زميلنا الأستاذ زين العابدين، إضافة إلى مفاجآت المرض المستمرة، ومنها انتشاره في العظم، خاصة العمود الفقري، الذي يحتاج إلى تحاليل مستمرة ورعاية خاصة، بتكلفة مادية عالية تتجاوز العشرة آلاف جنيه مصري، كل شهر غير تكلفة عيادة الأطباء وإجراء التحاليل المستمرة بصورة دورية. مع كل ذلك.. ومع التكلفة العالية، إلا أن بارقة أمل كبيرة لاحت في أفق حياة الأستاذ زين العابدين أحمد محمد، بأن أخذ يستجيب للعلاج، وتراجعت نسبة الورم إلى حدود دنيا، لكن اكتمال العلاج وإكماله يتطلب - حسب التقارير الطبية - إجراء جراحة عاجلة مطلع الشهر المقبل تبلغ تكلفتها ستة آلاف دولار أمريكي. سعى مجموعة من زملاء وأصدقاء الأستاذ زين العابدين إلى جهات عديدة للمساهمة في عملية العلاج المستمرة ذات التكلفة العالية، وسانده زملاء وأصدقاء، ووقفت معه صحف وصحفيون، وأسهمت الدولة عند بداية ظهور المرض بألفي دولار، وتبرع الأستاذ علي محمود وزير المالية من حر ماله بمبلغ أعان كثيراً في أن يواصل زين العابدين رحلة العلاج. الآن ظهرت هذه التكلفة الجديدة، وقد أضطررنا للنشر رغم تحفظنا عليه بداية ظهور المرضي وسعينا لايجاد حل للمشكلة، ونحن على ثقة من أن أهل الخير كثر.. ومن أن ديوان الزكاة لن يقف مكتوف الأيدي بعد أن بدأت الخطوة الأخيرة التي يكتمل بعدها العلاج. اللهم أشفه وعافه ويسر أمره وأعنه إذ لا معين سواك.، ... آمين.