السودان غني بالمبدعين والفنانين والموسيقيين الموسيقار موسى محمد إبراهيم أحد الموسيقيين المبدعين الذين أثروا المكتبة السودانية الغنائية بالكثير من الألحان والمقطوعات الموسيقية من قلب أم درمان تفجرت موهبته وصقلها في المدرسة العسكرية الموسيقية ومن ثم حوش الإذاعة فكان رئيس قسم الموسيقى وأجاز العديد من الأصوات حينها وهاجر إلى دولة الإمارات العربية وكون العديد من المدارس الموسيقية بها كرمه مهرجان الخرطوم الدولي العاشر للموسيقى كضيف شرف ورمز للموسيقى السودانية.. (آخر لحظة) التقته في حوار خاص فكانت هذه الإفادات.. كيف ترى مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى؟ - انطباعي عن المهرجان بأنه ناجح بكل المقاييس بدليل حجم المشاركات العربية والأجنبية وحتى المحلية السودانية وأحداث حراكاً ثقافياً بالخرطوم والفضل والشكر للوزير الهمام السمؤال خلف الله واللجنة المنظمة وذلك بإعادة الروح للثقافة والموسيقى السودانية دون تمييز وهي فرصة للإبداع وتقديم الأعمال أمام الجمهور ووسائل الإعلام. هل تعتبر مشاركة الفرق الأجنبية إضافة للمهرجان؟ - مشاركة الفرق العربية والأجنبية تعتبر إضافة للمهرجان وهذا هو الأصل في المهرجانات في أن تكون هنالك مشاركات تساهم في عكس الثقافات وتبادل المعرفة في مجال الموسيقى الحديثة والشعبية وهذه التظاهرات والاحتفالات غابت طويلاً عن السودان وبعودتها والفضل للوزير تكون بشارة لعودة الحياة للموسيقى السودانية بتجديد الأعمال ودافع للمهرجان القادم. حدثنا عن تلحينك لأغنية «الملحمة» للأستاذ محمد الأمين؟ - أنا لم الحن «الملحمة» وهي قصيدة رائعة عن اكتوبر كتبها الشاعر هاشم صديق وغناها محمد الأمين، أنا فقط وضعت لها النوتة الموسيقية ووزعتها وأدخلت فيها الآلات النحاسية مع الآلات الوترية وكان ذلك في السبعينيات وكنت رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة وأذكر أن الأستاذ المرحوم محمد خوجلي صالحين مدير الإذاعة حينها كان متابعاً ومنسقاً لهذا العمل حتى يخرج بصورة رائعة تليق باكتوبر فكانت الملحمة. هل قدمت أعمالاً أخرى لفنانين؟ - نعم لدي الكثير من الأعمال فأنا عندما انتدبت من سلاح الموسيقى للاذاعة لمدة خمس سنوات من «1970-1975» قدمت أعمالاً كثيرة ما بين الفن الحديث والحقيبة والجاز وأسست قسماً للموسيقى وخططت لأرشفة كل الأعمال وأذكر أنني أجزت صوت الفنان محمود علي الحاج وإسماعيل حسب الدائم وعبد الوهاب الصادق وعبد العزيز المبارك. مقاطعة: لماذا أنت لوحدك الذي أجاز أصواتهم؟ - لأن في تلك الفترة لم تكن هناك لجنة أنا كنت رئيساً لقسم الموسيقى وأجزت لهم أصواتهم. أغنيات لحنتها لعدد من الفنانين؟ - لحنت أغنية «ماضي الذكريات» و«بطاقة زفاف» و«بيني وبينك إيه» للفنان عثمان مصطفى كذلك أغنية «كفاية كفاية» و«تعتذر بعد إيه» للفنان عبد العزيز محمد داؤود وأغنية «خاتم المنى» للبلابل وهناك الكثير ما لا اذكره ولدي مقطوعات موسيقية وهي موجودة بمكتبة الإذاعة ويتم بثها وأشهر مقطوعة لديها ذكرى جميلة متعلقة بابنتي وأذكر أنني كنت أسجل في الاستديو في إحدى المقطوعات الموسيقية ووصلني خبر ولادة ابنتي فسألني المهندس نعومة إبراهيم «الله يرحمه» يا ريس المقطوعة دي حتسميها شنو؟ فقلت له فوراً سميها «تهاني» وكانت على اسم ابنتي. حدثنا عن هجرتك إلى دولة الإمارات؟ - هاجرت في أواخر السبعينيات الى دولة الإمارات وبمساعدة المهندس عمر محمد الذي كان وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام وأنا كنت مديراً لقسم الموسيقى بالاذاعة انتقلت الى إمارة ام القوين وكونت لها الفرقة الموسيقية واسست لهم مدرسة عسكرية للموسيقى وبعد خمس سنوات تم ارسال طلب لي للعمل بإماراة ابو ظبي في المجال ذاته وايضاً عملت في امارة العين وأسست لهم الموسيقى العسكرية. كيف وفقت ما بين الموسيقى العربية والسودانية؟ - ليست هنالك صعوبة فالموسيقى لغة عالمية رغم اختلاف السلم عندنا والعرب، فمن السهل معرفة وقراءة النوتة الموسيقية ونجحنا في تأليف نوتات موسيقية على إيقاعات الخليج والآن ونحن في هذا المهرجان نلاحظ تعاون الفرق الموسيقية المختلفة عبر النوتة الموسيقية. تجربة المشاركة الموسيقية في هذا المهرجان خاصة الفرقة الاسبانية والشباب السوداني وكذلك التجربة البريطانية مع الفرقة السودانية والألمان مع شرحبيل احمد وفي حفل الختام عزفت الفرقة الفرنسية مع العازفين السودانيين لمقطوعتي «الأبنوس» و«سكر سكر» لكابلي فهذا دليل على أن لغة الموسيقى عالمية وقراءتها وعزفها سهل على العازفين المهرة! هل لديك مؤلفات أخرى في الموسيقى غير المقطوعات؟ - طبعاً لدي العديد من المشاركات والمساهمات الموسيقية الأدبية وسجلت محاضرات ولقاءات في وسائل الإعلام المختلفة ولدي بعض المؤلفات في الموسيقى وشاركت في برامج إذاعية واستضفت قبل شهر رمضان في حلقات مع د. كمال يوسف في اذاعة بيتنا. ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟ - شكراً لصحيفة «آخر لحظة» ولكل وسائل الاعلام التي تابعت فعاليات المهرجان فالاعلام هو القناة التي توصل المعلومة بكل انواعها المسموعة والمقروءة والمرئية والتحية مرة اخرى لوزارة الثقافة والوزير الهمام في احياء الثقافة السودانية ومزيداً من النجاحات والمهرجانات.