يواجه سكّان قرية ود السيّد بولاية الجزيرة أوضاعاً صحية سيئة بسبب مادة «البقاس» الكيماوية السامة المنبعثة من مصنع سكر الجنيد.. حيث يستنشق سكان القرية يومياً أطناناً من هذه المادة السامة التي ينفذ دخانها في سماء القرية.. فأصبحت قرية ود السيّد الواقعة جنوب المصنع محاصرة بالأمراض التي لم تكن تعرفها من قبل كأمراض الجهاز التنفسي من أزمة وصعوبات في التنفس والحساسيات والعيون والجلدية والسرطانات والفشل الكلوي. ويزداد «الطين بلة» مع بداية الموسم. لا حياة لمن تُنادي وحكا مواطنو قرية ود السيّد ل(آخر لحظة) قصصاً مأساوية عن حجم معاناتهم الكبيرة التي امتدت لسنوات عديدة بتفشي العديد من الأمراض وتأثر الأطفال والشيوخ بصورة كبيرة قالوا إنّ المشكلة تتفاقم سنوياً مع بداية الموسم ورغم الضرر الذي يهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات وتردي الوضع الصحي بالقرية ولكن «لا حياة لمن تُنادي»! يكسوها السواد و أكد المواطنون ل(آخر لحظة) أنّه لا يخلو منزل من إصابة شخص واحد على الأقل بتلك الأمراض المزمنة والحادة بسبب مادة «البقاس» السامة قائلين إن القرية أصبح يكسوها سواد تلك المادة السّامة مشيرين لإخراج كل منزل يومياً عدد من جوالات السكر من مادة «البقاس» التي تغطي أرضية المنازل «من المترين جوال سكر» وقس عليهما بالإضافة لوجودها في الشبابيك والفرش وغيرها إلا أنه لم تتحرك الجهات المسؤولة رغم الشكاوي التي رفعت لها لوقف هذه المأساة وتخفيف أضرارها على الأقل. وأشاروا للزيارة التي قامت بها هيئة المواصفات والمقاييس في العام 2007 وأخذ عينة لمعالجة الأمر وإجراء المسوحات إلا أنهم لم يعرفوا حتى الآن تلك النتائج. الماء بعد التصفية قالوا إنّ البعض نزحوا وهجروا منازلهم حفاظاً على صحتهم وصحة أبنائهم ومن لا يملكون إمكانية ذلك ظلوا يستنشقون هذه السموم التي شلت حركة الكثيرين ناهيك عن التكاليف الباهظة لفاتورة العلاج وهناك من لا يقدر عليها في ظل الظروف والضغوط المعيشية القاسية.. وزادوا أنهم لا يستطيعون شرب المياه إلا بعد تصفيتها من هذه المادة.. ذاكرين ل(آخر لحظة) أن المصنع كان يعمل العام الماضي بطاقة إنتاجية 8،88 ألف طن وتزداد سنوياً على حساب المواطن المسكين المغلوب على أمره. وإن همهم الأساسي معالجة مشكلة «البقاس» وإنهم خرجوا في أيام عيد الأضحى المبارك في مظاهرات مطالبة بحل هذه المشكلة التي أصبحت تهدد حياتهم وتفاقمها سنوياً بصورة أكبر مناشدين عبر «آخر لحظة» وبشدة رئيس الجمهورية التدخل العاجل لإنقاذ هذه القرية بأسرع ما يُمكن. حالات الربو أكثر من 80% فيما كشف تقرير اختصاصي الصور بمستشفى عطبرة التعليمي في يوم علاج أقامه المستشفى بقرية ود السيد قبل اربعة أعوام تقريباً أنه تم اكتشاف أكثر من 80% من حالات الربو من بين أكثر من 200 شخص ومعاناة الآخرين من مختلف أنواع الحساسيات كحساسية الجيوب الأنفية والجلدية. وأشار التقرير الى معاناة المواطنين الشديدة والتي تثقل كاهلهم بفاتورة العلاج الباهظة موضحاً أن ما تمّ مجرد عينة صغيرة من المواطنين وتحتاج الحالات للمزيد من التقصي وإجراء الفحوصات اللازمة من أشعة سينية وغيرها ولإمكانيات إضافية حتى يتم التعرف على كثير من الأمراض التي يسببها البقاس. يؤدي لتليف الرئة وأوضح التقرير أن هناك نوعا من الأمراض يسمى ((Bagasosic يسببه البقاس ويتطلب فحوصات بالأشعة السينية وغيرها لتشخيصه موضحاً أنه مرض يؤدي الى تليف الرئة وبالتالي إلى مضاعفات في القلب وقد يؤدي الى فشل الجهاز التنفسي. وأوصى التقرير بالاهتمام الجاد بالحالة الصحية وإعطاء الموضوع ما يستحقه من الأهمية لأن صحة الإنسان هي الأولوية والشخص السليم هو عماد التنمية.