سيبقى يوم التاسع من شهر يوليو الماضي من العام الميلادي الحالي 2011 هو يوم مشهود في تاريخ السودان الحديث حيث تم فيه انفصال الجزء الجنوبي من الوطن ليقيم دولته السودانية الجنوبية التي ارتضاها اخوتنا الجنوبيون بكل سحناتهم واختلاف الوانهم لحاجة في انفسهم وسعيا حثيثا لتاسيس دولة سودانية اخرى رديفة داخل حدود الوطن الواحد وهو امر لم نكن نرتجيه ولم يخطر ببال اي مواطن سوداني في يوم من الايام لا من شمال الوطن ولا من جنوبه ولكن الفكرة نبعت بين عشية وضحاها ووجدت المباركة من فئة ليست قليلة من ابناء الجنوب والذين وصل تصويتهم الى رقم خرافي تعدى نسبة آل 96% وهي نسبة كبيرة لايستهان بها تدل دلالة أكيدة على أن خيار الانفصال قد كان هو الخيار الامثل بالنسبة لهم وهو قد تحقق بارادة ابناء ذلك الجزء العزيز من الوطن ليبقى الجوه جوه والللي بره بره بعد التاسع من شهر يوليو الماضي والذي انتظره اهلنا في الشمال السوداني على احر من الجمر لكي نبدا مشوار الالف ميل بخطوةالانفصال التي ستلقي على قادتنا في الجزء الشمالي من الوطن اعباء جسام تتمثل في عدةمحاور نوجزها عبر هذه الاسطر الحادبة والتي نتوخى من ورائها ان نرى وطننا السوداني الشمالي يقف كعهده رائدا وقائدا وحاديا للركب. ü ولعل من اهم الاولويات التي ينبغي بل يجب ان يطلع بها قادتنا الشماليين في هذا المنعطف الهام من تاريخ السودان الحديث المفروض علينا كرها لاسيما وانه قد مضى على الانفصال اكثر من اربعة اشهر وبعدها بدا الاختبار والامتحان الحقيقي لساستنا الاماجد احفاد مهيرة بت عبود وعبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف وود حبوبة أولئك الرجال الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وقدموا الروح والدماء قربانا لشجرة الاستقلال التي نتفيئوا ظلالها منذ اكثر من 55 عاما عشنا فيها بين شظف العيش ورغده . من اهم الاولويات التي يجب ان يطلع بها قادتنا كما اسلفت ان نكون امناء على شجرة الحرية التي تجزات الآن وتفرعت وباتت مفصلية بين جنوبية وشمالية بعد ان كانت كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى وهو أمر يحتاج من قادتنا الى ان يكونوا في مستوى الحدث وفي مستوى المسئولية المناطة بهم بعيدا عن التشرذم والشللية والحزبية البغيضة التي إن انجرفنا وراء مكاسبها الشخصية فسوف نقود السودان الشمالي من الوطن الى متاهات الفرقة والشتات وساعتها سيسهل الهوان عليه وسيبقى لقمة سائغة للاعداء والمتربصين بسلة العالم الغذائية وسنجد انفسنا نعيش مرحلة انعدام الوزن والتي قد تطيح بكل المكاسب وتجعل من دولتنا الفتية مطمعاً لكل صاحب حاجة يريد ان يقضيها على حساب السودان الشمالي الوطن الام الذي نعتز كثيرا باننا قد انحدرنا من رحمه ونهلنا من ترابه . ü اي سياسي ضليع يدرك المهمة المنوطة به في هذا المنعطف سيدعوا الان الى الجلوس حول مائدة مستديرة تضم بين طياتها كل احزاب الوطن الشمالي للتفاكر والتشاور والتباحث في انجح السبل التي ستقودهم الى الوصول للصيغة المثلى من التعاون والتعاضد والتفاكر في كل مايهم وطننا الشمالي في المرحلة القادمة وفي تقديري ان عهد التشرذم والشللية والتحزب والعنصرية والانحياز لهذا الحزب دون الاخر قد ولى بلا رجعة لأننا لو بقينا نفكر بمثل هذه السطحية الحزبية الضيقة فاننا سنجني على وطننا الشمالي وسنجعل من قوته الائتلافية ضعفا فاضحا وواضحا ولن نقوى على مجابهة التحديات الساسية الكبرى التي تجابهنا في هذا المنعطف الخطير من تاريخ السودان والذي لن يحالفنا النجاح فيه إلا اذا كنا عصبة واحدة ووضعنا ايدينا فوق ايدي بعضنا البعض وعملنا بتجرد ونكران ذات من اجل السودان الشمالي الدولة الفتية التي كانت ومافتئت تمثل مركز الثقل لكل جيرانها عرباً وافارقة وهكذا ينبغي ان نكون والكرة في المقام الاول في ملعب قادة الاحزاب بمختلف طوائفهم بعد ان قدم رئيس الحزب الحاكم سيادة الرئيس المثالي عمر احمد البشير يده ويد حزبه بيضاء من غير سوء مناديا ومطالبا بالوحدة الوطنية الشمالية لتمتين حزمة عود القصب لكي تكون قوية شامخة لاانفصام لها ويقيني بأن اخوته في احزاب المعارضة والاحزاب المؤتلفة سيكونوا عونا له في مشوار الاف ميل القادم . ü وقبل ان اختم هذا الحديث لابد لي من أن أقول بان جدنا السياسي الضليع الشيخ علي عبد الرحمن الامين الرجل الوطني الاول والذي كان له دور ملموس وحيوي في مسيرة الوطن السياسية كان قد قال في جلسة عائلية ضمت ابناءه واحفاده وعدداً من رجال الساسة في منزله العامر في الخرطوم اثنين واذكر وقتها اننا كنا شفع يفع لانعرف للساسة طريقا ولانفهم شيئا في دروبها الوعرة حيث كان الخال السني ابراهيم محمد الفكي ياخذنا الى دار جدنا الشيخ علي عبد الرحمن الامين عنوة واقتدارا رضينا أم ابينا المهم اننا لابد لنا من ان نحضر جلساته السياسية الودية التي كانت تنعقد في داره الفسيحة واذكر أنه وفي احدى تلك الليالي التي لاتزال محفورة في الذاكرة قد قال لمستمعيه بان هذا السودان الوطن الام لاخوف عليه البتة مهما عصفت به الرياح الهوجاء وتقاذفته الامواج المتلاطمة فانه يبقى قويا شامخا وان كل مخاوفه تبقى أمان لسبب وجيه ومقنع ركز عليه جدنا الراحل يرحمه الله وهو كما اشار اليه يتمثل في تعاضد ابناء الوطن وتكاتفهم والتقائهم في صعيد واحد هو صعيد الوطن مهما اختلفت بهم الاراء وتشتت بهم السبل ولكنهم في حضن الوطن اخوة لاتفرق بينهم السبل ولاتلهيهم المطامع الخاصة حتى لو كانت سباق على الكراسي الوثيرة . والحديث لايحتاج الى تعقيب واللبيب بالاشارة يفهم وساستنا نبلاء وخبراتهم تفوق كل حدود الوصف ونحن نقول لهم تعالوا الى كلمة سواء وكونوا عونا للرئيس البشير ومن يقفون معه على سدة الحكم لنعمل معا لبناء سودان شمالي قوي معافى من كل اوجه القصور والسلبيات . واللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد ..