شهدت القاعة الكبرى للمؤتمر الوطن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني وقد حضره عدد كبير من أعضاء المؤتمر الوطني وضيوف من (30) دولة في العالم وظني أن الحدث عادي إذا قارناه بمؤتمرات المؤتمر الوطني لأنه لم يتغيب عن عقد مؤتمراته العامة بل والتنشيطية التي تتخلل الدورة.. لكنه غريب على الأحزاب السودانية الأخرى التي تنادي بالديمقراطية وتناضل من أجلها بل وتنادي بإسقاط نظام المؤتمر الوطني وهي لم تعقد مؤتمراتها العامة إلا واحداً وكان شكلياً.. وظني أن الانقسامات والانشقاقات التي حدثت وتحدث في الأحزاب التي توزعت إلى أقسام كثيرة لا بل إلى كيمان كثيرة تسمى نفسها أولاً بالاسم الكبير والأساسي ثم تضيف إليه كلمة وحدة(المسجل، الأصل، القومي، ال .. ال...) رغم أن الإنقاذ التي كانوا يقولون انها نظام قابض وترفض إتاحة الفرصة للأحزاب قد فتحت الباب على مصراعيه لكل المناشط لكنها بدلاً من ان تستغلها لبناء أحزاب تحاول الضغط على الحكومة بالعمل على إسقاطها وظني أنه حتى ولو سقطت الحكومة فلن يكونوا في وضع يؤهلهم للحكم وظني أن هذا هو المأزق الذي وقعت فيه الحكومات التي حدثت ضدها الثورات.. سادتي أثناء وجودنا في المؤتمر قال لي أحد الصحافيين.. والله النّاس ديل عدد هم كبير فقلت له أظن أن هذا التنظيم الذي يتحدثون عنه فإذا كانوا يستطيعون عقد مؤتمر بهذه العددية فإنهم يستطيعون ترجيح الكفة إلى صالحهم ليس في هذه الحكومة فقط بل وفي أي حكومة قادمة سواء في الانتخابات القادمة أو في أي انتخابات أخرى.. لكننا نريد أن تكون كل الأحزاب منظمة وكل الأحزاب تفكر أولاً في الوطن وعدم تقسيمه إلى أجزاء وتفكك في تقدمه ونمائه ورفعته.. ثم تفكر في تقوية كيانها فالمؤتمر الوطني مهما أصبح قوياً وكبر حجمه وناطح السحاب لن يتذوق لذلك طعماً بدون قوة الأحزاب الأخرى.. لذا نحن نتمنى أن تنظم الأحزاب نفسها وتتقوى من أجل سودان يستطيع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.