جاء ختام موسم 2011 للكرة في السودانية في أسوأ وصور الختام وكان وصمة عار في جبين الكرة السودانية بل اتحاد الكرة والهلال والمريخ، لأن ما قدمه ما يسمى بكبيري الكرة السودانية «الهلال والمريخ» في قمة ختام الممتاز التي انتهت تعادلية بهدفين لكل، لا يرتقي إلى الديربيات التي تقام في أقراننا بأفريقيا والوطن العرب، وهما يقدمان وجهاً مشوهاً للكرة السودانية لاعلاقة له بكرة القدم لا من بعيد أو قريب، حيث سيطرت الهرجلة والعشوائية والتمريرات الخاطئة والأخطاء التحكيمية على أحداث المباراة وفشل أي فريق في إقناع المتابعين أنه جاء من أجل تقديم كرة خالية من الشوائب بعد أن حسمت الأمور من بدري وذهب اللقب للمريخ، إلا أن الحساسية المفرطة أثرت على الأداء.. لم تقدم المباراة أي جديد بالنسبة للهلال الذي واصل تواضعه في المباريات الحاسمة ولم يقدم ما يشفع له بالتعادل ناهيك عن الحظ إلا أن جنون الكرة انحاز إليه في يوم ليس من أيامه. ووضح منذ بداية المباراة أن الفريق الذي راهنت عليه جماهير الهلال برد الصاع صاعين للمريخ كان مجرد حلم لم يكن موجوداً على أرض الواقع، بسبب الأخطاء الدفاعية المتكررة وتوانى الوسط واستهتار المعز الذي عاد لعادته القديمة.. إلا أن أخطاء الدفاع كانت القاسم المشترك في الظهور الباهت للهلال، الذي كان مرشحاً للفوز ولكنه لم يخرج إلا بتعادل تحوم حوله الشكوك بسبب ركلة الجزاء التي أحرز منها سادومبا الهدف.. وقد كانت إصابة بكري القشة التي قصمت ظهر الهلال، لأن بديله اتوبونغ كان أقل من الطموح وتسبب في إضعاف خطورة هجوم الهلال. أما الضيف المريخ الذي حسم أمر اللقب مبكراً لم يشذ كثيراً عن الهلال وقاسمه السوء الا ان الحماس الكبير الذي لعبه لاعبو المريخ غطي على كل أخطاء التمرير الذي يسيطر على اللاعبين.. وكان أجانب المريخ نقطة تفوق الفريق بعد التألق البارز لباسكال الذي صحح أخطاء بلة ومصعب خاصة في الشوط الثاني، وأدكو الذي أرهق دفاع الهلال كثيراً بجانب الدافي الذي تحرك كثيراً وساهم في عودة الأحمر للمباراة، ولم يكن المريخ بأحسن حالاً من الهلال، ولكنه نجح في الاستفادة من أخطاء دفاع الهلال. ما قدمه الهلال والمريخ من هرجلة في المباراة كوم، وما أقدم عليه اتحاد الكرة كوم تاني بسبب التتويج الذي كان بمثابة الفضيحة لاتحاد الكرة الذي لم يبذل أي مجهود لإخراج نهائي أكبر منافساته بمستوى يليق بها، حيث كان التتويج بمثابة «الفضيحة» لاتحاد الكرة بعد أن تم تتويج المريخ على طريقة فريق الروابط، ولتخرج جماهير القمة «الهلال والمريخ»، رغم فرحة المريخاب باللقب إلا أن الجميع اتفق بأن منتخبنا الوطني موعود بشتاء ساخن في بطولة أمم أفريقيا بغينيا والجابون لأن لاعبي الهلال والمريخ هما من يدافع عن شعار الوطن في هذا العرس الكبير.