.. حاولت أن أقوم باحصائية متواضعة وتقليدية الأسلوب، أعقد فيها مقارنة بين أبناء الفنانين السودانيين الراحلين الذين ورثوا أعمال آبائهم، ورددوها حصرياً على أنفسهم، وما بين أبناء الفنانين العرب الذين رحلوا، ولم يظهر أحد من أبنائهم على المشهد الفني.. وخلوني أبدأ من مصر القريبة إذ إنه ليس هناك وريث لأم كلثوم باعتبار أنها لم تنجب،، وليس هناك وريث غنائي لمحمد عبد الوهاب، ولا وردة الجزائرية، ولا فائزة أحمد، ولا فريد الأطرش، والقائمة تطول، وكذا الحال في الخليج.. إذ إنه لا يوجد وريث فني لطلال المداح، وليس هناك من أبناء محمد عبده، أو الرويشد من هو في طريقه للغناء، وربما الاستثناء الوحيد كان لابن الفنان الكبير أبوبكر سالم، لكنه اختط لنفسه طريقاً مغايراً تماماً عن اداء والده المميز والجهور، أما عندنا فخلوني أبدأ من الراحل الكبير عبد العزيز محمد داؤود، ورغم أن صوته مغاير تمام في طبقاته لابنته عزة، إلا إنها تغني أغنياته، وحصرت نفسها تماماً فيها، أما إنها أجادت قدر شنو أو أخفقت قدر شنو فهذا اترك تقييمه للموسيقيين، ولمحبي فن عبد العزيز داؤود،، وهناك عز الدين أحمد المصطفى الذي حصر أغنيات والده عليه، وسجنها بصوته، الذي حاول أن يقلد فيها طريقة العميد المعروفة، وكأنه أراد أن يقول.. أما أن تسمعوا أغنيات والدي عن طريق صوتي أو «يسمكم»،، لكن ما لفت نظري وجعلني أسطر هذه الزاوية هما أبناء الفنانين العملاقين سيد خليفة وخضر بشير اللذين وإن بلغا بمحاولتيهما تقليد صوتي والديهما «بالبصمة»- وهو أمر مستحيل- لن نبلع لكليهما حركاتهما الكوميدية لتقليد والديهما في الاداء والحضور على المسرح، واعتقد أن الفرق بين الطبيعي والمصطنع، هو كالفرق بين السماء والأرض، إذ إن خضر بشير كان يغرق في بحر الطرب، وينغمس بكلياته في الأداء واللحن، فكانت تصدر عنه مثل هذه التشنجات غير المفتعلة والمحببة لنا ولمعجبي فنه، لكن أن يجعلها محمد «الكاركتر» لشخصه في تقليد ممسوخ ومشوه، هو أمر غير مقبول وغير طبيعي وسخيف، ولعل «النطيط» الذي فعله في آخر فعاليات ولاية الخرطوم الثقافية على مسرح خضر بشير، هو نطيط مفتعل، وشعور أيضاً مفتعل، والمفتعل دائماً ما يكون سيء السيناريو والاخراج، وكذا الحال لابن الفنان سيد خليفة، الذي يحاول أن يوهمنا أن من يقف أمامنا هو سيد خليفة، وليس ابنه، وهو استنساخ مقطوع الأطراف مشوه الخلقة،، فارحموا ذكرى آبائكم العظام وارحمونا يا شباب! كلمة عزيزة .. معتمد بحري الجديد يا ريت لو أنه دعا للقاء جامع بميدان عقرب مثلاً مع سكان بحري، ليسمع منهم ويسمعوا منه، والاقتراح مقدم لكل المعتمدين الجدد، لعلنا نشعر أن هناك تغييراً! كلمة أعز .. لم أذكر ابن وردي اخونا عبد الوهاب «لأن أبوه براه قدر عليه»!