قبل أيام قلائل شاهدت على فضائية الخرطوم ابن الفنان سيد خليفة في برنامج مسائي تغني فيه كالعادة «بوشه» وليس صوته في محاولة منه لتقليد صورة والده مستغلاً بعض الآهات في صوت سيد خليفة التي يمكن تقليدها بمنتهى السهولة، ورأيي من قبل قلته إن ود سيد خليفة وود الراحل خضر بشير يسيئان لتاريخ والديهما بتقليد حركاتهما بصورة كوميدية لا علاقة لها بالتلقائية وخفة الروح والاندماج التي اتصف بها العملاقان الراحلان، لكن ما لفت نظري في حديث ود سيد خليفة- إذ إنه لا شيء يلفت في غناه- حيث قال إنه يرفض أن «يقلد« أحد والده لأن هذه المسألة «تؤذيه» نفسياً وخلوا بالكم من حكاية توذيه دي! إذ أن له ألف حق في أن يشعر بهذا الشعور تجاه أي ممن يحاول تقليد والده، لكن لا أدري لماذا يكيل منتصر بمكيالين وهو يؤذينا نحن عشاق سيد خليفة ومحبي أغنياته بهذا التقليد الماسخ والصوت الضعيف والأداء بلا روح، فإن كان قد سمح لنفسه أن يمنح هذا أو يمنع ذاك بسبب علاقته البيولوجية بسيد خليفة فنحن ما يربطنا بسيد خليفة أقوى وهي علاقة الإبداع والعشق لأغنياته مما يمنحنا الحق أن نقول له رجاءً يا منتصر دع أغنيات والدك في أذهاننا ندية ورائعة ولا تشوهها وأنت لا تدري.. على فكرة شاهدت أيضاً ابن الفنان الراحل عبد الدافع عثمان يغني في ليلة زيدان على النيل الأزرق مجدداً غناءً مشوهاً أداه ليلة تأبين والده وكأنه كما منتصر مصر على أن يرث فن والده.. ناسين أن الفن ليس دكان ولا عمارة ولا مصنع يمكن أن يورث، ده شيء رباني لا يتصنع ولا يتقلد! وبمناسبة ليلة تأبين زيدان إبراهيم أقول إن مجرد السماح لخمس من الفنانات المغمورات للصعود لخشبة المسرح في مثل هذه السهرة كان استفزازاً للمشاهد وكلهن بلا استثناء «غنن» بأصوات مخنوقة وفشلن في مجاراة لحن أسباب غرورك لزيدان رغم أنه لحن خفيف وغير معقد.. على فكرة إن كانت النيل الأزرق قد قصدت من إشراكها شباب البلد اكتشاف أصوات جديدة تقدمها للمشاهد فإن النتيجة صفر كبير اللهم إلا صوت الخير آدم والذي لا أدري إن كان من منظومة شباب البلد أم لا أما البقية فلا فمعظمهم أصوات عادية بأداء أقل من عادي ولو أنهم فعلوا مسابقات غنائية عنيفة كأراب أيدول أو سوبر استار العرب حيث يأخذ المتسابق على رأسه من النقد العنيف مش ظرافة وحلاوة لسان الأستاذ محمد سليمان في نجوم الغد لما وصل أحدهم إلى دور متقدم لأنهم متواضعون وأدنى بكثير من المتوسط، عموماً النيل الأزرق منحتهم فرصة ما كانوا يحلمون بها لكنها للأسف فرصة من ذهب ذكرتني بفرصة أتوبونج الذي حُمل على الأعناق عند حضوره السودان وفي النهاية طلع أكبر مأسورة!! ٭ كلمة عزيزة اعتقد أن فكرة منظمة شباب البلد فكرة عملاقة لو أنها استثمرت بشكلها الإيجابي المجتمعي والفني الفاعل لكن إن كان بعض أو معظم أعضائها يعتبرونها منصة لاكتساب مكاسب شخصية أو واجهة للظهور فإن هؤلاء نسفوا الفكرة تماماً وأضاعوا قيمة كنا ننتظر ثمارها!! ٭ كلمة أعز شاهدت مبنى حدادي ومدادي وفخيم من النوع أبو كديس في وسط الخرطوم جوار سونا علقت عليه لافتة للإيجار أو البيع والمبنى عليه لافتة أنه يتبع للصندوق القومي للاستثمار والضمان الاجتماعي وعلى مايبدو أن المبنى في انتظار مستثمر يشتريه أو يؤجره فإن لم يوجد هل تضيع قروش الضامنين شمار في مرقة واللا الحكاية شنو!! على فكرة اللافتة طولت ولي عودة!!