«عبدو» المتحجج بالحكومة في إخفاقات حياته.. لا يفوت فرصة يسب ويلعن فيها المدعوة الحكومة.. إلا ويكيل لها الميزان بالمكيالين.. وإن صادف وقرصته نملة عزا السبب لتقصير الحكومة التي لم تسوِ الطريق للنملة حتى لا تصطدم بجسمه الضخم.. حكوا له عن تشكيل الحكومة.. فرد عليهم قائلاً: «أصبروا لمن تجي حكومتنا.. حكومة مزاج وبهجة وجبجبة».. وعندما استنكروا عليه ذلك التفكير.. أجابهم «إن المزاج أهم مبدأ تنطلق منه المرتكزات الحياتية الأخرى.. فالصفو والروقان يتيحان فرصة للتفكير السليم.. أما البهجة فالترويح عن النفس ساعة بعد ساعة يزيد من الإقبال على العمل والجد.. والجبجبة يا جماعة رياضة تلائم الجسم والوجدان».. صمتوا وعلى قسماتهم بدت علامات الرضا وتبدلوا إلى متسائلين «أها يا عبدو.. حكومتك نقصد حكومتنا متين؟». ٭ اسمك ورد في حالة توقع دائم.. ظل يراقب النشرات ووسائل الإعلام لاعتقاد جازم داخله بأن اسمه وارد لا محالة في إحدى قوائم الاستوزار.. طالما أن هناك من تكهن له بذلك.. و«سنية» زوجته الشغوفة بالمظاهر أعدت عدتها كاملة «للفشخرة والجنصصة».. فقد أشاعت في وسط الحي على لسان «نفيسة مرت اليابا».. «إن أبوهم جاي وزير وهم فايتين الحي الشؤم دا.. وحيسكنوا في وسط الوزراء و.. و..».. وهكذا الحال بسنية وزوجها الذي شغل نفسه بفكرة الوزير هذه حتى لم يعطها مهلة للتفكير أي وزارة هذه التي هو قادم على دفتها.. لأن همه الاستوزار بصرف النظر عن كونها وزارة تخصص أو عموم.. وهكذا هو حال البعض الذين سمعوا أو لم يسمعوا أسماءهم.. «أها مبروك الوزارة يا «عبدو» وتتربى في عزك وعز سنية». ٭ وجهك حكومي سألوا «عبدو».. «كيف تعرف المسؤول الحكومي من غير ما يقولوا ليك».. قال لهم «عيونه واضحة وفاضحة متحركة في محورها كأنها تبحث عن حافز أو مشروع أو مأكلة.. وخشيمو متحفز كأنه داير يقول حاجة ومستني يجدعو ليهو رأس الخيط.. واضنينوا زي رادارات طريق المرور السريع.. يوزع الابتسامات بلا سبب ويتكشم أكان حس إنو في زول داير منه حاجة والّا وظيفة والّا شحدة.. مشغول طوالي في الفارغة والمليانة.. مشنط باللبسات الكاملة ومخنوق بالكارفتات ليل نهار.. ولو سألوا أي سؤال بجيبك بكل فهلوة واستهبال. ٭ آخر الكلام: دراما الحكومات.. حكومات تجي وحكومات تفوت.. ودراما ترصدها العين الفاحصة والأذن المرهفة.. ويظل العشم دائماً أن تكون الحكومة «حكومة مواطن».. «حكومة خدمات».. «حكومة عمل».. «حكومة جد».. «حكومة مواقف».. فهل جاءت واحدة على عجل. مع محبتي للجميع..