عاصرت الأستاذ علي شمو في الإذاعة أوائل الستينيات،كان يقرأ حوالي ثلاث نشرات للأخبار في الأسبوع وكنت من أشد المعجبين بأدائه كما كان معظم المستمعين، وكنت كمتدرب أحرص كل الحرص على الاستماع إلى النشرات التي يقوم بإذاعتها وهو المذيع من الدرجة الأولى، لم يكن يقرأ إلا النشرات المسموعة كنشرة الساعة الثانية والنصف ظهراً والسادسة والنصف صباحاً والسابعة مساء، كان ينظر إلينا كما لو أننا في مرحلة الأساس وقد كنا بالنسبة له كأننا في الخلوة، وفي غمرة ولع المستمعين بصوته وأدائه سافر في بعثة دراسية للولايات المتحدة، حيث التحق بمؤسسة سيراكيوز لتحصيل علوم الإذاعة والتلفزيون والسينما، وكانت تلك قاصمة الظهر بالنسبة لمستمعيه، حيث إنه بعد أن أتم دراسته وعاد إلى السودان عين مسؤولاً عن التلفزيون السوداني في بداياته وانقطع كلية عن المايكرفون وكرس نفسه للعمل الإداري منذ العام 1963 وحتى الآن، ولعل آخر عهدي بصوته كان الابتهالات التي كان يقدمها في التلفزيون، لقد تأثرت بأدائه كثيراً وكنت أحاول أن أقلد طريقته الرائعة في نطق الكلمات ومخارج الحروف في القراءة، فهو متمكن جداً من حفظ مسافة معينة أمام المايكرفون يتبعها حتى الآن في القاء محاضراته الجامعية، ولما سألته عن عدم المشاركة الفاعلة في الإذاعة والتلفزيون قال إن وقته لا يسمح بذلك.علي شمو حنجرة ذهبية لا تصدأ ولعلنا لن نستمتع بصوته إلا إذا استصدرنا أمراً جمهورياً بذلك.