الكمدة بالرمدة: أمير أحمد السيد أصبح للإعلام أدوار كبيرة يلعبها في رقي وتقدم الدول، ومن أهم وسائل الإعلام التلفاز والذي أصبح جهازاً مؤثراً جداً في ظل العولمة وفي زمن الحداثة. وبما للإعداد التلفزيوني من أهمية قصوى إذ أنه يعد ذلك الموضوع المرتب بشكل البناء على أساس متين وفكرة يمكن توصيلها للمتلقي وفكرة الإعداد التلفزيوني ما لم تجد ثقافة ومعرفة كاملة للاستناد عليها يمكن أن تصل بصورة شائهة لتصبح نتائجها سلبية تماماً.. إذاً من يمتلك كل تلك المقومات الأدائية في الإعداد والتقديم البرامجي بلا شك هو الصحفي الذي يمارس العمل الصحفي بصورة يومية ودائمة في السعي وراء الحقيقة لطرح ومناقشة قضايا مجتمعه السياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية لذا بات الصحفي وبكل ما يمتلك من معرفة وثقافة هو الاقدر من غيره على أداء هذه المهمة بنجاح كامل وخير دليل على ذلك التجربتان المصرية واللبنانية وجميعها معجب وبشدة بتجربة مفيد فوزي وعماد أديب ومحمود سعد ومنى الشاذلي ومؤمن المحمدي وخلافهم كثر. وهنا في السودان لنا العديد من التجارب الثرة والناجحة كتجربة البروفيسور معلم الأجيال علي محمد شمو والأستاذ أحمد البلال الطيب ومصطفى أبوالعزائم وحسين خوجلي وخالد ساتي وهذا ليس للحصر فهناك كثير من التجارب الناجحة في مجالات التقديم والإعداد التلفزيوني ومؤخراً ظهرت لنا تجارب ثرة مثال لذلك تجربة الأستاذة أمير عبد الماجد وكفاح علي حسين وطارق شريف وعبد الباقي خالد عبيد وعامر باشاب وياسر عركي في الإعداد التلفزيوني وتجربتي الأستاذة أم وضاح والأستاذ طلال مدثر ونادية عثمان مختار في التقديم البرامجي. هذا النجاح الكبير الذي تحقق منذ سنوات طويلة ولا زال متواصلاً يقودني للحديث عن تجربة اعتبرها بكل المقاييس ورغم ضآلة الإمكانيات الا وانها تعد من التجارب الناجحة جداً حتى الآن وهي تجربة فضائية الخرطوم التي استطاعت أن تجمع كوكبة من شباب الصحافة الناجح يتقدمهم الأستاذ عابد سيد أحمد وكل من الأساتذة أمير عبد الماجد وطارق المادح يساندهم المعد البرامجي الناجح والصحفي الشاطر جداً ياسر عركي والأستاذة التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها مقدمة برامج ناجحة ومن الطراز الأول أم وضاح. فهذه الكوكبة الرائعة إضافة إلى أساتذة أجلاء أمثال عمر الجزلي والمخرج المتميز بدر الدين حسني استطاعوا أن يحققوا نجاحاً رغم ما تعانيه هذه الفضائية من امكانيات ضعيفة جداً، إذ أنها لا زالت تعمل بأمكانيات تلفزيون ولاية الخرطوم تلك الإمكانيات التي تحول دون الظهور فضائياً، لكنهم وبجهد ومثابرة استطاعوا أن يجذبوا جمهوراً عريضاً بما قدموه من أفكار جديدة ونيرة لمست من خلالها قضايا المواطن الهامة والآنية ما جعل الكثير من المشاهدين داخل وخارج السودان متسمراً أمام الشاشة رغم الكثير من المشاكل الفنية الناتجة عن عدم توفير إمكانيات تقنية تسمح لهذه القناة الوليدة بالانطلاق. لا أود أن أتحدث عن النواقص في فضائية الخرطوم لكن فليعلم القائمون على أمرها أن الإعلام في العالم كله قد أصبح صناعة من أهم مقوماتها المال ودون المال لا يمكن أن تنجح مؤسسة إعلامية. وهي دعوة لكل الفضائيات للاستعانة بالصحفيين في الإعداد والتقديم البرامجي في وقت باتت فيه معظم القنوات الفضائية تعتمد على شكل برامجي واحد ما أصاب المشاهد بالملل وجعله يلجأ للفضائيات الغربية بحثاً عن فكرة جديدة وثقافة أخرى.