هل أنتَ راضٍ عن نفسك؟.. إذا كانت الإجابة ب(نعم) فرجاءً أنظر حولك، ستجد أن الراضين عنك أقل بكثير من الساخطين عليك.. الذين يرضون عن أنفسهم هم أولئك الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أو الذين أدوا عملهم بتفانٍ وإخلاص وأمانة.. وإتقان، وهم أولئك الذين يعيشون حياتهم (يعملون) و(ينتجون)، وهم الذين لا يجدون الوقت ل(القيل والقال) والتربص بالناجحين، فكل إنسان يعمل ويحب عمله- مهما كان نوع ذلك العمل- هو شخص ناجح، لأنه سيتقن ذلك العمل نتيجة حبه له، أما أولئك الساخطون فهم إما ناقم ساخط على وضعه، وإما حاسد فاشل لم ينجز شيئاً في حياته سوى إدمان الفشل، والتسكع في دروب الخيال المريض.. وأمثال هؤلاء لا رأي لهم، والرجل الذي لا رأي له مثل مقبض الباب، يستطيع أن يديره كل من يشاء.. وقتما يشاء. قال حكيم: ليس لثلاثة حيلة: فقر يخالطه كسل، وخصومة يخامرها حسد، ومرض يمازجه هرم.. وصدق أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: (ما وجد أحد في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه). لذلك علينا جميعاً أن نتعامل بالحكمة، لأنها نتاج العقول النابهة التي تقتات بها عقول الآخرين، وعلينا، أنت وأنا، وهو وهي والجميع.. ألا نعتمد على خُلق أحد حتى نجربه ساعة الشدة.. وقد لا تنتبه وأنت سائر في دروب الحياة إلى الفاشلين من حولك إذا قصدت النجاح، لكنهم بالتأكيد سينتبهون إليك، فالفاشل دائماً إنسان ضعيف لا يواجه، وهو باستمرار إما فاشل فكّر في شيء ولم يفعله، أو فعل الشيء ولم يفكر فيه. ليتنا جميعاً أخذنا بقول الرافعي: «إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت زائداً فيها»، وهو قول نترجمه بالدارجة البسيطة ب(تمامة عدد) أو (تمامة جرتق) كما في الرواية الثانية. نهدي هذه المادة لكل مكروب مبتلى بفاشل أو خائن أو غادر حوله، ولون خيانة الفاشل أسود دائماً، لأنه لا يفكر إلا في الظلام وخيانته لا تعيش ولا تنمو إلا داخل عقل مريض وسوداوي التفكير. نهدي هذه المادة لمتابعي هذه الزاوية في ذكرى عاشوراء، وهو اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى- عليه السلام- وقومه من كيد فرعون وجنده، وشرح صدورهم ونجاهم من عدوهم وطمأنهم إلى وعد الله تعالى الدائم بنصر المؤمنين. اللهم عافنا ونجنا من كيد الكائدين.. ومكر الماكرين.. وخيانة الخائنين.. اللهم ألطف بنا وبالمسلمين.. واصلح حالنا وحال المسلمين.. ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وارزقنا الأمن والأمان والسلامة والإيمان.. اللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر.. وعليك بالخائنين المفسدين في الأرض.. يا رب العالمين.. وكل عاشوراء والجميع بخير