ü تلقيت على بريد «الإضاءات» الالكتروني شكويين موجهتين إلى كل من شركة سكر كنانة ومنظمة الصحة العالمية بولاية النيل الأبيض، وموضوع الشكويين واحد، موضوع يدعو للريبة والشك لكون المرء لا يصدق أنه يمكن أن يصدر عن شركة في أهمية شركة كنانة، شركة عملاقة تسيطر على جزء مقدر من اقتصاد السودان، بل يمكن اعتبارها الشركة الرائدة في مجال زراعة وصناعة السكر في السودان بل وفي القارة الأفريقية برمتها. ومعلوم أن «كنانة» بما لها من إمكانات قد نوعت وعددت منتجاتها مستفيدة مما تهيئه لها زراعة وصناعة السكر، فأصبحت تربي الأبقار وتنتج الألبان واللحوم والأعلاف المصنعة قبل أن تدخل إلى مجالات الوقود الحيوي «الايثانول»، كما أنها تمددت بجهودها إلى مشروعات سكر جديدة تتعهدها بالإنشاء وتقوم على إدارتها كما هو الحال مع مشروع سكر النيل الأبيض ومشاريع أخرى في ذات الولاية وولايات أخرى بالبلاد. ü كل ذلك يجعلني أتساءل عما يدفع شركة عملاقة مثل كنانة لأن تقدم على عمل في خطورة هذا الذي يشكو منه مواطنو قرية «أبو تقابة» سواء بالقصد أو الإهمال، ولابد أنه- إذا ما صحت هذه الشكاوى- قد امتد إلى غيرها من القرى والتجمعات السكانية المحيطة بمنطقة كنانة التي يقطنها العديد من الرعاة والمزارعين. ü موضوع الشكوى الأولي التي وجهها المواطن عبد الرحمن الرضي إلى الشركة مباشرة، هو أن الشركة وإدارتها تقوم ببيع فضلات أو «روث» الدواجن في شكل أعلاف لأبقار مجمع أبو تقابة، وأنه كان قد تقدم بشكوى سابقة بذلك لإدارة التسويق بالشركة، إلا أن الإدارة قامت بالإعلان عن عطاء لبيع تلك الفضلات، ووجدت من يشتريه ويسوقه كعلف، وليس سماداً لتخصيب التربة كما هو متوقع. ü أما أهالي أبو تقابة الذين تضرروا مما سببته لهم مُخلفات الدواجن التي يتم رميها بالقرب من منازلهم- كما قالوا- فقد أدانوا شركة سكر كنانة، وقالوا إن تلك الفضلات والمخلفات قد أدت إلى نفوق الكثير من مواشيهم و تسببت في الأمراض وأدى ذلك ببعضهم إلى هجر المنطقة، وأنهم تقدموا بشكواهم إلى منظمة الصحة العالمية. وهذه حالة إهمال وتلويث لبيئة المنطقة على أقل تقدير. ü مهما يكن من أمر، فإنه تصرف غريب من جانب كنانة يدعو للدهشة والحيرة، خصوصاً وكنانة بما لها من إمكانات ليس في حاجة لأن تقدم على شيء من هذا القبيل، فكم سيضيف بيع روث الدواجن «كأعلاف» إلى المليارات المهولة التي تجنيها الشركة ومستثمروها كل عام من صناعة وزراعة السكر ومتفرعاتها من ألبان ولحوم وميثانول ومن مقاولات إنشاء مشروعات السكر الجديدة؟! ü ويبقى السؤال المنطقي، هل بيع الروث ومخلفات الدواجن كأعلاف يتم بدون علم الإدارة العليا والمركزية للشركة، أم أن ذلك يجري تحت نظر وتوجيه تلك الإدارة، فلو صح هذا الاحتمال الأخير فتلك كارثة وجريمة يحاسب عليها القانون، ولو صح الاحتمال الأول فعلى الإدارة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه «إدارة التسويق» فيها وتعلن لأهالي أبو تقابة وللرأي العام وبشفافية تامة، الذي حدث بالضبط وما هو الإجراء الذي اتخذته لوقف مثل هذه الجرائم وكيف سيتم تعويضهم عما لحق بهم من خسائر وأضرار.. هذا هو التصرف السليم والمنطقي الذي يليق بمكانة الشركة. ü وفيما يلي نص الشكويين اللتين تلقاهما بريدنا بتاريخ الاثنين الخامس من ديسمبر الحالي: السادة / شركة سكر كنانة المحترمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع : فضلات الدواجن بحظائر الشركة وما تفرزه من سموم لديكم علم بأن فضلات الدواجن تباع في شكل علف لأبقار أهالي مجمع أبو تقابة وما حوله، و سبق أن تقدمتُ بشكوي في ذلك، إلا أن إدارة التسويق قامت بإعلان بيع ذلك الروث في شكل عطاء للمرة الثانية.. والآن بدأ صاحب العطاء في شحنه بكميات هائلة سعر اللوري الواحد «3000» جنيه . نرجو من سيادتكم الرد على الآتي، علماً بأن الإنسان كرمه الله، وتعلمون أنها نجاسة واللبن يخرج من بين فرث ودم: 1- هل فُحص الروث بواسطة مختبر ليصبح صالحاً لعليقة الأبقار؟ أم أن الشركة تطور اقتصادها على حساب صحة الآخرين ولا يهمها !! 2- هل أبقار الشركة تأكل فضلات الدواجن؟! 3- نرجو حل هذا الموضوع حلاً جذرياً وعدم تكراره. 4- هنالك كثير من الأمراض التي سببها هذا العلف. ü وفي مايلي نص شكوى المواطنين إلى وفد منظمة الصحة العالمية بولاية النيل الأبيض : نحن- مواطني أبو تقابة- نشكو وندين شركة سكر كنانة بسبب الأضرار التي سببتها لنا هذه الشركة بواسطة مخلفات الدواجن التي يتم رميها بالقرب من منازلنا، فأصابتنا الأمراض، ومنا من فقد معظم مواشيه التي يمتلكها والكثير مات بسببها، وسببت لنا عدم استقرار، وقد أدى ذلك إلى هجر هذه المنطقة.. ولذا نقدم لكم هذه الشكوى راجين منكم النظر في هذا الموضوع. وشكراً ،،،، ü مقدمو الطلب: 1/ عبد الباقي أحمد صديق 2/ إبراهيم صديق بشير 3/ موسى آدم موسى 4/ أحمد محمد إبراهيم 5/ موسى حسن موسى 6/ محمد أحمد موسى 7/ أحمد صديق ü المراسل: عبد الرحمن الرضي عبد الرحمن مجمع أبو تقابة التاريخ 4/12/2011