اعتقد أن أي فضائية أو حتى محطة إذاعية تضع خارطة برامجها بعد أن تكون قد درست تماماً مزاجية المشاهد ومتطلباته واحتياجاته، والأهم من ذلك في رأيي هو التوقيت المناسب لعرض هذه المواد، يعني مثلاً غالباً ما تكون البرامج المنوعة أو الغنائية كسهرات باعتبار أن الناس تركن للسمر البرئ مساءً، وتحاول أن تضع همومها على مخدة التنوع الذي يقدم لها، والبرامج الرياضية مثلاً إما أن تكون صباحاً باكراً إن كانت ذات صلة بممارسة الرياضة نفسها أو عصراً باكراً إن كانت استديوهات للتحليل، وعلى هذا القياس نفترض أن يكون التوقيت مناسباً للمادة التي تقدم.. لكن دعوني بعد هذه المقدمة الطويلة العريضة أسأل الأخوة في قناة الشروق عن الفلسفة التي يقدمون بها برنامج الأطفال «قطار الزهور» في حوالي التاسعة صباحاً وراعي الضان في الخلا يعلم أنه ما من طفل سوداني تحت الثالثة «حايم» الوقت ده في البيت إلا بعذر، وهم متواجدون إما برياض الأطفال أو المدارس، إذن لمن يُقدم قطار الزهور صباحاً والفئة المستهدفة به غير موجودة!! حاجة ثانية ما أظن في زول فينا ينكر أن لكل مذيع لونيته التي هي أقرب للتخصص في برامج معينة، وإن كنت أرى أن المذيع يجب أن يكون جاهزاً لأي عمل تلفزيوني تقديماً أو تحليلاً أو تغطية، لكن أحياناً تجد بعضهم من أصحاب الصوت «السوبرانو» الحاد وبالتالي لا ينفع أن يقدم الأخبار مثلاً، أو أن أحدهم ميوله وثقافته وشكله يؤهله للمنوعات وعلى هذا الأساس دعوني أصنف الأخت سلمى سيد في مصاف المذيعات صاحبات الثقافة المقدرة والوجه الفوتجنيك والأداء الحواري المهول وهذا كفيل بأن يجعلها سيدة الشروق الأولى في هذا المجال!! لكنني تفاجأت بها أمس تقرأ «النشرة الزراعية» مما جعلني أعقد حاجبي دهشة على اقتحامها لمجال الأخبار لا سيما وأنها وقعت في أخطاء لغوية في بداية قراءتها للأخبار وكان واضحاً إحساسها بالارتباك، فدعوني أسأل أهل الشروق هل فشلكم في تقديم برامج منوعة أو حوارية دسمة يجعلكم تدخلون سلمى في هذا الدرب الماهو دربها؟؟ أنا لو محلها لكنت رفضت تماماً رغم أن رفضها يعني «تعليبها» وعدم إطلالتها على الشاشة كما هو حاصل الآن مما يجعلني لا أجد إلا أن أقول لها ليتك لم تغريك دولارات الشروق وبقيتِ بالنيل الأزرق أقله كان سيكون رصيدك الإعلامي والإبداعي لا يقدر بثمن، والشروق أكدت أنه ليس كل ما يلمع ذهب، فليس كل فضائية متخمة بالمال جاذبة وذات وجود!! ٭ كلمة عزيزة أن تكون السيدة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الاتحادية بحكم تخصصها فهو أمر مقبول ومعقول، لكن ان تجيء وزيرة للدولة بوزارة الكهرباء سؤال محتاج إجابة منوراه لمبة 6 قدم، أما ان تكون وزيرة اتحادية وتقبل أن تجيء وزير دولة وهو سؤال محتاج إجابة منوراه جنريتر!! ٭ كلمة أعز الأستاذ الدكتور مصطفى إسماعيل قال لطلاب الشعبي في جامعة النيلين الحساب ولد يجب أن يكون للعشرة سنوات الأولى العجاف والعشرة البعدها الأعجف والله يستر من العشرة الجايات!!