أقترنت الخيول على مر التاريخ بالفروسية وركوب الصعاب، وبرز ذلك من خلال الأحداث التاريخية للأمم. قال صناجة العرب الشاعر الفذ أحمد بن الحسين الشهير بالمتنبيء: الخيل والليل والبيداء تعرفنيü والرمح والسيف والقرطاس والقلم فإذا كانت الخيل رفيقة الفرسان الذين يدركون أسرارها وتحقق لهم المجد، فهي الآن غير ذلك وهي تمسك قيادتها للنساء وهن يعملن على تدريبهن كيفما أردن.. «آخر لحظة» أجرت مقابلة مع الإنجليزية جينان مدربة الخيول السودانية التي تعشق المغامرة منذ قدومها للسودن قبل (26) عاماً، بعد زواجها من السوداني ياسين الحاج خالد واعتناقها للإسلام، حيث حمل أبناؤها السبعة أسماء سودانية، بجانب ابن آخر بالتبني.. لم تواجهني أي مشكلة بمزرعتي ببحري وهذه مميزات المجتمع المدني ذكرت جينان خالد أن السودان بلد يعشق الخيول، لذلك لم تواجهني أي صعوبات وكذلك مسألة زواجي كانت عادية، فالغرب يجعل الخيار للفتاة.. علاقتي مع الخيول بدأت منذ الطفولة وهذه ميول أبنائي ذكرت جينان أن علاقتها مع الخيول بدأت منذ الطفولة، فالإنجليز عموماً يعشقون الخيول وزاد تعلقي بها في المدرسة التي تعلمت بها بلندن، والتي كانت تدرب الخيول، وعندما تزوجت من زوجي ياسين الحاج خالد السوداني قدمت إلى السودان واشتريت مهراًَ صغيراً وأصبحت أديره حتى أصبحت لديّ مزرعة كاملة للخيول وأدرب الفروسية فيها، وكان ذلك قبل عشر سنوات، حيث تبدأ مراحل تعلم الفروسية أولاً بالتعامل مع الحصان وكيفية إمساكه وتركيب اللجام، ثم مرحلة الركوب عليه بالسلم من الأرض مباشرة، وقد تفهمت أسرتي الصغيرة ذلك خاصة أبنائي الذين تعلموا في مدارس سودانية رغم وجود الأجنبية، فأصبحت ميولهم مثل أغلب السودنيين، بل جميعهم يحملون أسماء سودانية، فابنتي الكبرى عائشة، ثم يوسف، أحمد، الحاج، فاطمة، زينب ومأمون وهو طفل بالتبني من دار المايقوما قبل خمس سنوات. المعاقون الأكثر تعلماً لركوب الخيل وهي بمثابة رياضة للعضلات قالت جينان إن الأطفال عمر سنتين والفئات الشبابية من الجنسين هم الأنسب لتعلم ركوب الخيول، بجانب المعاقين حركياً باعتبار أن ركوب الخيل يساعد في تقوية العضلات، ويعد من أنسب أنواع الرياضة بالنسبة للمعاقين. الحصان نفسه يحتاج إلى تدريب وهذا هو الفرق بين الذكر والأنثى لم تكن عملية ترويض الحصان بالأمر السهل لأي إنسان، فهو يحتاج إلى تعامل ذكي وخبرة في هذا المجال حتى يتجاوز مرحلة التخوف من الإنسان ويكون مهيأ لعملية التدريب والركوب عليه ،فالسودانيون يحبون الخيل والفروسية التي شكلت تاريخهم الوطني قبل وبعد الثورة المهدية، ولكن ثقافتهم في التعامل معها قليل جداً وأحياناً لا يحسنون التعامل معها ويؤذونها، خاصة عندما تكون الفرسة أنثى تعمل في عربات الكارو أو الأعمال التقليدية، فالخيل تحتاج إلى تعامل خاص وتقديم وجبات معينة «العليقة» من البرسيم وعدم إطعامه بالعيش «الذرة»، لأنه يجعل عضلاته قوية جداً ولا يستطيع الجري، عكس «الردة» التي تجعله رشيقاً. لفت نظري طيبة الشعب السوداني.. وعاداته طيلة السنوات التي لازمت فيها الشعب السوداني عن قرب جعلتني أتعرف على الناس، ولفت نظري طيبته وعاداته عند الأتراح والأفراح، مثلاً في بيت العزاء تجد النسوة يبكين الميت بحرقة حتى القادمين من مناطق أخرى، كما أنني أصبحت سوانية الملامح وأجيد عواسة الكسرة والملاح بكل أنواعه، واستمتع للأغاني السودانية وأعشق أغنيات شرحبيل أحمد منها أغنية «فكري يوم قال ليّ.. مين أحلى من فوزية» وكذلك أحب أغنيات سيد خليفة ووردي. وأخيراً أقول إن الاهتمام بالخيول مهنة شيقة وممتعة، كما أتمنى من الأسر السودانية الاهتمام بشريحة المعاقين، فهم شريحة تحتاج إلى مساعدتنا جميعاً وكذلك فاقدو السند بدار المايقوما.