سيسمونه يوم تحرير العراق وسيبلعون حقيقة أنهم كانوا قد سمحوا لأنفسهم بتسمية يوم التاسع من نيسان/أبريل 2003 بيوم تحرير العراق! سيقولون إن الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2011 هو يوم التحرير، يوم عبر آخر جندي أمريكي بالزي العسكري الرسمي الحدود العراقية غير مأسوف عليه.. مطرودين ملاحقين بلعنة الله والناس أجمعين إلى خارج العراق، تطاردهم هم وعملاؤهم وذيولهم نيران غضب المقاومين الشرفاء ودعوات الأمهات الصالحات وسبع حجارات مقدسات. وسنقول لهم كلا؛ إن يوم التحرير هو يوم التحرير الكامل الذي سيكنس فيه العراقيون كل القاذورات التي جاء بها المحتل، هو يوم يستعيد التراب الوطني العراقي عافيته وقدسيته، يوم يعود العلم العراقي خفّاقاً مزهواً بعبارة الله أكبر التي تتوسط نجومه الخالدات. يوم يكون القرار العراقي قراراً عراقياً حقاً له وزنه وله حضوره في الساحة العربية والإقليمية والدولية. إن يوم تحرير العراق هو يوم تدخل فصائل المقاومة العراقية الشريفة كل محافظات العراق وهي تجرف أمامها ما جاء به المحتل من أشباه الرجال وعبيد الدولار. يوم التحرير هو يوم نظافة العراق من المفسدين والفاسدين والسرّاق الذين ما تركوا شيئاً لم يسرقوه، وما تعففوا عن منكر إلا فعلوه، كيف لا وهم قد ارتكبوا الخطيئة الكبرى بخيانتهم لتربة الوطن الغالي والركوع لأسيادهم من الأمريكيين والإيرانيين. إن يوم التحرير هو يوم الفرح الحقيقي لأمهات فقدن أبناءهن، ولآباء افتقدوا كرامتهم، ولأيتام يطالبون بذويهم، ولجيش يبحث عن أمجاده، ولتعليم يريد استرجاع عافيته، ولرعاية صحية واجتماعية تريد العودة إلى شموليتها، وإلى قضاء يروم النزاهة والعدالة، ولأمن يريد العودة بعد أن خرج بدون استئذان، وإلى بلد خربوه ونهبوه وأذلّوه وهو يريد القصاص منهم والثأر لماضيه وحاضره ومستقبله.. أي تحرير هذا وأنتم ما تزالون تتكلمون باسم العراق والعراقيين، وأنتم لستم إلا حفنة من العملاء والجهلة وأشباه الرجال؟! أي تحرير هذا وما زالت مخابرات العالم تجول وتصول في البلد الذي كان عصياً على أعتاها؟! أي تحريرهذا وسفارتا أسيادكم الأمريكان والإيرانيين تعجان بالمقاولين الأمنيين وبشتى أنواع الإرهابيين؟! أي تحريرهذا والكيان الصهيوني ما زال له موطئ قدم في العراق الذي كان اسمه يهز تل أبيب؟! أي تحرير هذا وما زال البلد مستباحاً وحدوده مشرعة لا يحميها جيش ولا تحرسها عيون الشرفاء؟ أي تحرير هذا والعراق يوشك أن تمزقه أهواء المغامرين وأطماع الطامعين؟!.. يوم التحرير يا سادتي هو يوم يكون العراق حراً مستقلاً موحداً قوياً نظيفاً يضع قدماً أولى على طريق البناء الجديد لعراق جديد حقاً، وبسواعد وبنادق وعقول أبناء العراق الشرفاء، وبعون الله وتسديده فإن ذلك اليوم ليس ببعيد. د. أمير البياتي