{يا شيوعي يا جبان كان هذا هو الهتاف الذي رددته جماهير الخرطوم عند عودة نميري للحكم بعد ثلاثة أيام من الانقلاب الأحمر الذي نفّذه الرائد هاشم العطا في 1971/7/19م (ياشيوعي يا جبان الجيش والشعب في الميدان) وليس غريباً أن يتحدث القيادي بالحزب الشيوعي الأستاذ يوسف حسين عن براءة الحزب الشيوعي من انقلاب 19 يوليو.. إذ قال على صفحات (آخرلحظة) عدد الأمس (إن انقلاب 19 يوليو.. نفذه ضباط ديمقراطيون ووطنيون) فالشينة منكورة.. وقد وعدت القراء بالحديث عن عودة نميري ولكن أرى لزاماً عليّ أن أورد أسماء المشاركين في تنفيذ الانقلاب من التنظيم العسكري الشيوعي وبعض المتعاونين معهم للتاريخ ومن ثم العبرة. مُقدّم بابكر النور عثمان سوار الدهب.. الرائد هاشم العطا.. مقدم محجوب إبراهيم طلقة.. عقيد عبد المنعم محمد أحمد الهاموش.. مقدّم عثمان حاج حسين أبو شيبة.. رائد بشير عبد الرازق.. رائد محمد أحمد الزين.. نقيب معاوية عبد الحي.. ملازم أحمد جبارة مختار.. ملازم أحمد عثمان عبد الرحمن الحردلو.. وجميعهم من الضباط العاملين في الخدمة عدا الثلاثة الأوائل بابكر وهاشم ومحجوب فقد كانوا خارج الخدمة.. ثم َّ الرائد فاروق حمد الله من تنظيم الضباط الأحرار وقد أُعدم هؤلاء ومنهم عشرة شيوعيين وواحد قومي عربي حمد الله يوم 1971/7/23م بينما قضى في مبنى القيادة العامة يوم 1971/7/22م المقدم محمد أحمد الريح عضو المكتب القائد للتنظيم العسكري الشيوعي الذي يرأسه المقدم بابكر النور رحمهم الله أجمعين. أما النقيب محمد محجوب عثمان والذي كان خارج الخدمة وهو العضو في مكتب القائد للتنظيم العسكري الشيوعي ولم يشارك في الانقلاب نسبة لسفره إلى ألمانياالشرقية والتي لجأ إليها ونجا من الإعدام وقد شملت الإدانة والعقوبة بالطرد من الخدمة والسجن مدد متفاوتة كلاً من أعضاء التنظيم العسكري الشيوعي الآتي ذكرهم ووحداتهم وهم: رائد عبد المجيد جريس/ الاستخبارات.. رائد مبارك فريجون/ القيادة العامة.. رائد فاروق عكود/ مصنع الذخيرة.. نقيب عباس الأحمدي/ المدرعات.. نقيب محي الدين ساتي/ القيادة العامة. نقيب عبد الله العوض/ المدرعات.. نقيب محمد مصطفى الجوكر/ القيادة العامة.. نقيب عبد الرحمن مصطفى خليل/ المدرعات.. نقيب صلاح السماني أبو حديد/ الحرس الجمهوري.. ملازم أول هاشم المبارك/ المدرعات.. ملازم أول عبد العظيم عوض سرور/القيادة الغربية.. ملازم صلاح بشير/ المدرعات.. ملازم أحمد الحسين/ المدرعات.. ملازم عبد الله العماس/الرياضة العسكرية.. ملازم عمر أحمد وقيع الله/ المدرعات.. ملازم الرشيد حمزة المرضي/المدرعات.. ملازم ابو بكر عبد الغفارعثمان/ المظلات.. ملازم عبدالله إبرهيم/ المدرعات.. ملازم فيصل كبلو/الحرس الجمهوري.. ملازم فيصل مصطفى/ المظلات.. ملازم زهير قاسم بخيت/ المظلات.. ملازم علي زروق/ المظلات.. ملازم مدني علي مدني/ الحرس الجمهوري.. ملازم حسن علي/ المدرعات.. ملازم عبد الرحمن حامد/ المدرعات.. ملازم أحمد عبدالله الدالي/ المدرعات.. ملازم النور بشارة/ المدرعات.. مساعد عثمان الكودة.. ومن الضباط المشاركين من خارج التنظيم العسكري الشيوعي والذين شاركوا في تنفيذ انقلاب 19 يوليو المقدم صلاح محمد فرج/ الدفاع الجوي وقد عينه قائد الانقلاب مديراً للاستخبارات العسكرية.. والمقدم أحمد عبد الله حريكة/ حامية الخرطوم.. مقدم يحيى عمر قرنيات/ المظلات.. نقيب عاصم جمال محمد أحمد/ المدرعات.. رائد شرف الدين من الكلية الحربية. وقد حكم عليهم بالطرد من الخدمة والسجن.. ماعدا النقيب عاصم جمال محمد أحمد والذي طُرد من الخدمة ولم يحكم عليه بالسجن.. وكذلك نجا النقيب خاطر حمودة/ الحرس الجمهوري.. من السجن والطرد.. لأنه هو من أطلق سراح النميري من الاعتقال ولربما اعتبرته المحكمة شاهد محكمة . {يقول العميد عصام الدين ميرغني طه في كتابه الجيش السوداني والسياسة إنه لم تتوفر لديه سجلات دقيقة لكل المشاركين وقد تكون هنالك أسماء من ضباط انقلاب 19 يوليو ولم تظهر أو كما قال.. لكن الشاهد يعرف أن التنظيم العسكري الشيوعي كان يضم كل هؤلاء الضباط الذين ذكرناهم ما عدا القلة المستثناه من المشاركين إذن لا سبيل لإنكار الشيوعيين المدنيين والعسكريين لتبعات انقلاب 19 يوليو الدموي والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحياة السياسية السودانية. وأتمنى أن يكون من ذكرتهم أو بعضهم على قيد الحياة والعافية ليدلوا بدلوهم في شهادتهم على تلك الوقائع الدامية.. ورحم الله من انتقل منهم إلى الدار الآخره شيوعيين وغير شيوعيين فهذه تصنيفات سياسية لا اعتبار لها في الآخرة فإن الله لا ينظر صورنا ولكن ينظر الى قلوبنا.. وكلٌ يبعث على نيته من أراد أن يسير على طريق الدين ومن أراد أن يسير على طريق لينين. {كان حكم الشيوعيين قد استمر لثلاثة أيام لا غير في تاريخ السودان أوقعوا فيها أكبر مجزرة للعزل والأبرياء في بيت الضيافة ثمَّ حاولوا إلصاقها فيما بعد على مراحيم هما النقيب عبد الرحمن شامبي والذي أعدم عام 1976م في منطقة رماية المدفعية شمال شرق عطبرة اسمها وادي الحمار لاشتراكه في انقلاب المقدم حسن حسين عثمان والذي وقع في 1975/9/5م وأعدم قائده في ذات الزمان والمكان مع شامبي.. والثاني هو المساعد حماد الأحيمر والذي قتل أمام الاذاعة بأم درمان في ذات يوم الانقلاب. {كانت تلك الأيام التي أعقبت عودة نميري موسماً لتصفية الحسابات في مختلف المواقع العسكرية منها والمدنية وكانت تهمة الشيوعية كفيلة بإقصاء أي مسئول أو عامل من وظيفته كبرت أم صغرت واعتقاله.. شاب حلفاوي اختلف مع والده في المنزل في تلك الأيام فعنَّفه والده وطرده من البيت قائلاً أطلع بره لا ولدي ولا بعرفك فخرج الابن ثائراً حائراً في الشارع وأقفل والده الباب وراءه.. فأضاف الابن على لافتة منزلهم المكتوب عليها منزل فلان الفلاني عضو الحزب الشيوعي السوداني.. نواصل إن شاء الله. وهذا هو المفروض..