وصل الحال ببعض الشعوب العربية إلى ما يشبه ال «إدمان الثوري».. بعد أن صار البرنامج اليومي للفرد منهم يحتوي على أشياء غير التي كانت من قبل، فيبدأ أحدهم يومه بالتنسيق على شكل رسائل و«مسجات«»تشرح خط سير «المظاهرة».. والشعارات المرفوعة فيها.. وهل هي قماش أم ورق..؟ وعدد السندوتشات المطلوبة..؟ وتكلفتها..و..و.؟؟ برنامج روتيني ثابت للدول العربية التي تمور ساحاتها السياسية بظاهرة أعجزت عتاة المحللين والمفكرين على إيجاد تفسير أو شرح لمضامينها... فاطلقوا عليها - على مضض - «ثورات شعبية».. وقد خاب ظنهم ويخيب كل يوم مع بروز أساليب دخيلة ومستهجنة في فلسفة الثورات.. والناس في مصر القريبة يطلبون حل مشاكلهم... أسرة أسرة... وربما فرداً فرد.. ومن الطبيعي أن يعجز الحاكم لأنه لا يملك عصا سحرية... فيُتَّهم بالمماطلة، وتستبدل الشعارات المرفوعة في المظاهرة من إصلاح إلى إسقاط..!! وأول ضحية تسقط في لب الفوضى هي الأمن والأمان الذي يمثل الركيزة الأساسية - بعد الإطعام من الجوع - كحد أدنى من حياة مستقرة وكريمة... ومعروف أن التجمعات - عموماً - تعيق الاجهزة المعنية بحفظ الأمن عن أداء دورها... لاختلاط المجرم بالثائر وبالتأكيد أن العيار الذي يُطلق... غالباً ما لا يصيب المجرم... بل يضل طريقه إلى الغطاء الذي يتدثر به... وهم المتظاهرون..! ممكن «حتة»دهشة؟: رسالة - كما أتتنا - من الشاب الخلوق الباقر الملقب ب «بوكر».. عبر أثير الفيس بوك: «طيب نفهم شنو من إنو واحد يقعد جوار صديقته فى الكلية ويقول ليها دقيقة تلفونك تقوم بكل طيبة قلب تديهو التلفون يقوم يرسل صور البنت وصاحباتها ويقوم الشفت يخش الفيس بصفحة صفحتين جديدة ويكتب على صور البنات فلانة الفلانية وعلانة الفنجرية وتعال شوف المراهقين وطلبات الصداقة وفلانة زاااااتة تقوم تخش الفيس تلقا صورتها زاته وصورة صاحبتها وتصاب بالدهشة وا...»