ونحن داخل إحدى قاعات فندق «كورال» بورتسودان الفسيحة الواسعة، وقبل أداء صلاة مغرب يوم الأربعاء الماضي، جلسنا إلى مائدة اجتماعات طويلة عريضة، جلس على صدارتها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، وإلى جانبي المائدة توزّع الوفد الذي رافق السيد الرئيس في زيارته إلى ولاية البحر الأحمر، وقد وصل إلى القاعة الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر، الذي استقبله السيد الرئيس بقفشة تمثلت في عبارة: (أهلاً اخونا إيلاهوب)، ويشرح السيد الرئيس ذلك بأن قال إن تعيين «إيلا» والياً للبحر الأحمر في ولايته الأولى صادف زيارة معلنة في أسعار بعض السلع الأساسية، فأطلق عليه البعض اسم «إيلاهوب». النقاش كان مفتوحاً داخل القاعة الفسيحة الواسعة، وكان الفريق أول بكري حسن صالح أريحياً في التعامل مع الغير وكذلك الدكتور نهار، وكان يجلس إلى جانبي الزميل الأستاذ أحمد البلال الطيب، وفي الجهة المقابلة يجلس وزير الدولة بالنقل فيصل حماد الذي كان يتحدث عن السكك الحديد، وخطة الوزارة للتطوير، فوجدت أنني اتحول للاستماع إليه حول ذلك الموضوع لعدة أسباب، منها ارتباط السكة الحديد في الذاكرة بتاريخ التواصل الاجتماعي مع الأهل في مدينة بورتسودان في مراحل الطفولة والصبا، ومن تلك الأسباب ما كانت عليه السكة الحديد وما آلت إليه لاحقاً.. إضافة إلى سبب آخر جعلني ارتبط بالسكة حديد أكثر، وهو تكليفي خلال فترة عملي بصحيفة الأيام بتغطية دائرة النقل والمواصلات، وكان وزير النقل وقتها سعادة اللواء مصطفى عثمان حسن الشهير ب(مصطفى جيش) -رحمه الله- وتولى الأمر بعده سعادة اللواء خالد حسن عباس أمد الله في أيامه، وقد نشأت علاقات قوية بيني وبين الكثيرين داخل الوزارة والسكة الحديد. سألت المهندس فيصل حماد عن تغيير الخطوط، فقال إنهم بدأوا بالفعل في تركيب خط جديد بين الخرطوم وعطبرة سيكتمل قريباً بإذن الله يعمل بالنظام المزدوج، أي نظام السكك القديمة المرتبط بالنظام المعمول به عالمياً. تحدث السيد وزير الدولة عن ترتيبات جرت أو تجري الآن لتغيير كل خطوط السكة الحديد، وقال إن بعضها لم يتم تحديثه أو تجديده منذ فترة ما قبل الاستقلال، لذلك ما عادت كثير من خطوط السكة الحديد تحتمل أوزان القطارات أو سرعات القاطرات الحديثة، وقال إن هذا المرفق سيشهد ثورة حقيقية وكبيرة خلال الفترة القريبة القادمة بما يجعل القطارات تنافس البصات السفرية وتتجاوزها في الخدمات والسرعة وتوفير وسائل الراحة.. والأمن والسلامة قطعاً قبل كل شيء. التجربة ستبدأ بالقطارات السريعة بين الخرطوم وعطبرة لتمتد بعد ذلك على كل السكك الحديدية، ونحسب أن تاريخاً جديداً يرتبط بمستقبل جديد للسكة الحديد سيبدأ خلال هذا العام.. بإذن الله.