درجت الأجهزة الأمنية على رفع درجة الاستعداد القصوى وتنفيذ خطط تأمينية خاصة خلال فترة الاحتفالات الرسمية والشعبية بالأعياد المختلفة، وتشهد البلاد خلال هذه الفترة الاحتفال بأعياد الكريسماس لطائفة المسيحيين، والاحتفالات بأعياد الاستقلال في غضون الأيام القليلة المقبلة وقدوم رأس السنة الميلادية، وتنتظم هذه الفترة رحلات عكسية من الولايات إلى العاصمة الخرطوم من قبل أكثر المواطنين للاحتفال بهذه الأعياد، بخلاف ما يحدث في عيد الفطر أو الأضحية، حيث يتوجه قاطنو العاصمة إلى الولايات، مما يحتم على الأجهزة التأمينية المختلفة ضرورة مضاعفة التأمين على أكثر الفروض خاصة وأن الاحتفالات تشهدها دور الدبلوماسيين بالبلاد والأجانب العاملين في أماكن مختلفة، وحققت «آخر لحظة» حول حتمية التأمين في هذه المناسبات والاستعداد له مع جهات الاختصاص.. وبصورة عامة أوضح لنا الخبير الأمني العميد «م» حسن بيومي أن التأمين يتم عادة بحسب المعلومات المتوافرة حول الأوضاع الأمنية والمستجدات التي تطرأ، وفي حال حدوث أي اختراقات أمنية في أماكن معينة متزامنة مع تلك الاحتفالات، يتم توسيع دائرة الحزام الأمني تجاه الخرطوم أو غيرها من الولايات، مبيناً في حديثه ل(آخر لحظة) أن الأجهزة الأمنية المختلفة بها لجان فنية مهامها الأساسية عمل مشاريع أمنية في فترة الاحتفالات والأعياد بخطط استثنائية وتشترك فيها الأجهزة المختلفة، وذلك بتوزيع الأدوار كل حسب مهامه، وتنفيذ المسؤوليات، وتعمل تلك اللجان على تقييم الوضع الراهن في حالة استقرار الأوضاع أو حدوث طاريء، وذلك في ظل وجود خلية معلومات صغيرة تتلقى البلاغات بحسب إفادات الخبير الأمني. أكد الفريق دكتور عادل العاجب يعقوب نائب المدير العام المفتش العام بوزارة الداخلية، أن تأمين العاصمة والولايات هو عمل مستمر تضطلع به الأجهزة الشرطية في كل الأوقات عادة، وفي كل عام عند الاحتفالات بأعياد السنة الميلادية والكريسماس والاحتفال بالاستقلال المجيد، تتخذ إجراءات وترتيبات خاصة وهي جزء من العمل المستمر في كل أشهر السنة، وكشف د. عادل العاجب ل(آخر لحظة) عن وضع خطط تأمين مناسبة وفقاً للفرضيات الماثلة من أوضاع أمنية خلال الاحتفالات، وتستصحب تلك الخطط الإجراءات الكافية لعدم الإخلال بالأمن خلال الاحتفالات والتي تشهدها العديد من دور الدبلوماسيين وسفراء الدول والأجانب، وقطع بأن وزارة الداخلية حريصة على وضع ما يلزم من ترتيبات تكفل السلامة والاستعداد للجميع حتى لا يتعرض أي شخص لإشكالات أو مواقف سلبية أو اعتداء، منوهاً إلى أن خطة التأمين لهذا العام كالأعوام السابقة تهدف لحماية المواطنين والأجانب من التعرض لأي اعتداء من أي جماعات متشددة أو غير مؤيدة لاحتفال غير المسلمين بأديانهم، وتستغل الفرص لإحداث الفوضى، وقال إن الخطط التي وضعتها الأجهزة الأمنية كفيلة بأن تحتوي اسوأ الأوضاع في أعلى سقوفاتها، وحذر العاجب من استغلال فرصة الاحتفال بالأعياد من قبل أي جهة لتصفية خلافات دينية أو عقائدية، نافياً وجود أي حالة للانفلات متوقعة حتى الآن، ولا وجود لأي جهة تعتزم الإخلال بالأمن خلال فترة الأعياد، مشيراً إلى أن السودانيين حريصون على أمن بلادهم وهم في كثير من الأحيان يدعمون الموقف الإيجابي للعملية الأمنية، وعلى الرغم من أيديولوجياتهم المختلفة لا يلجأون للتطرف أو التشدد، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الشرطة لا تركن لهذه المواقف الإيجابية في الوضع بصورة عامة في عملياتها المتعلقة بالتغطية الأمنية واستبعاد وجود حالات انفلات أو لجوء للعنف، مؤكداً على أن الشرطة لديها خطط تفصيلية على مدار ال(24) ساعة لحماية المجتمع، وناشد نائب المدير العام المواطنين بكافة ولايات البلاد بالحرص على الأمن والاستقرار والابتعاد عن المظاهر السالبة. وأفادت متابعات «آخر لحظة» بوضع ترتيبات خاصة للتأمين بالانتشار الشرطي الواسع وشرطة الدفاع المدني والسواري والدوريات، بالتنسيق مع شرطة المرافق والمنشآت لحفظ الأمن والتدخل السريع، إلى جانب ضبط الشارع العام من قبل شرطة إدارة أمن المجتمع لاحتواء التفلتات والسلوكيات السالبة إن وجدت بالأماكن العامة.