انقضى العام 2011م بكل خيبات الأمل على المشهد الإبداعي والغنائي والدرامي على وجه الخصوص رغم بعض الإيجابيات ولكن المحصلة الأخيرة صفر كبير خاصة في الدراما (رد الله غربتها)، فقد واصلت رحلة توهانها بعدم وعي وإدراك القائمين على أمرها بأهميتها ودورها الكبير في المجتمع، ساعدهم في ذلك الإهمال من الجهات المعنية من وزارة الثقافة الاتحادية وتلفزيون الدولة الحاضر الغائب الذي أوصد أبوابه في وجوه الدراميين، فغابوا أو غيبوا وأصبحوا نجوماً بلا نجومية، والحديث عن الدراما يطول ويطول وسوف نفتح ملفاتها في مطلع العام الجديد ونضع النقط فوق الحروف سعياً لعودتها من جديد. { أما المشهد الغنائي فحاله يغني عن سؤاله، قمة في الفوضى بانتشار أعمال تخدش الذوق العام من بعض صبية الغناء من النكرات مدعيي الفن الذين لم يشوهوا الأغنية فحسب، ولكن شوهوا سلوك وأخلاق الفنان قبلها (لا غناء لا أخلاق)، بجانب تهاترهم وإساءتهم لبعضهم البعض عبر الصحف بعد أن وجدوا بعض كبارهم يتفننون في تجريح بعضهم بعضاً، ولم يكن دور وزارة الثقافة الاتحادية أفضل حالاً منهم، فقد وضعت خططاً هزيلة لترقية الغناء وسلكت الطريق الخطأ في ذلك، وأقامت الأماسي الغنائية التي لم تستفد منها الأغنية السودانية شيئاً كما قال الفنان الكبير محمد وردي بأنها كلام (فارغ)، لا أود الحديث عن إخفاقات العام الماضي أكثر من ذلك، لأننا نفتح أبواب العام الجديد أكثر تفاؤلاً بأن ينصلح الحال وتتغير الصورة الهزيلة بواقع أفضل وبدراسات متأنية تخرجنا من هذا الوحل، ولكن أحبطتني أسعار حفلات رأس السنة من كبار وشباب المطربين التي وصلت إلى أرقام فلكية، حيث بلغ سعر الكرسي الواحد (300) جنيه، وقد قال لي أحد الأصدقاء ساخراً: (ده كرسي جابر والّا شنو)، فهل هذا جشع من المطربين أم من أصحاب الصالات.. وهل لديهم أعمال جديدة وجميلة تستحق هذه الأسعار الضخمة.. أم أن الهدف في ذلك إحباط محبيهم ومعجبيهم من البسطاء الذين لا يمتلكون أسعار التذاكر الفلكية وهدفوا لاستقطاب شريحة معينة من المجتمع لتسعد وتهنأ بالعام الجديد؟! لك الله يا محمد أحمد المواطن البسيط، فلا أحد يستطيع ضبط أسعار الحفلات، لذلك أرفع شعار مقاطعتها عالياً لنزيل جشع وطمع بعض الفنانين وأصحاب الصالات ونتركهم لجني السراب والحسرة بخسارة فادحة، ارحموا المواطن البسيط بأسعار معقولة يرحمكم الله، حتى يسعد كل أفراد شعبنا بالعام الجديد. ü حاجة أخيرة ظلمت قناة النيل الأزرق مشاهديها كثيراً الأسبوع الماضي عبر برنامج (مساء جديد) وقدمت خلاله إحدى مدعيات الشعر تدعى وفاء زايد علاقتها بالشعر مثل علاقة خالد الوزير باللغة الصينية، وقدمت نماذج شعري أشفقنا على المشاهدين منها وخفنا أن يموت أحدهم بسكتة قلبية، عزيزتي وفاء زايد يمكن أن تكوني موهوبة في أشياء أخرى إلا الشعر، وسامح الله من قدمها لقناة النيل الأزرق بصفة شاعرة، فقد استمعت لها من قبل في (ملتقى الأحبة) وغادرته على الفور، على أمل أن أفتح ملف هذا المنتدى الفطير، ولكن السؤال هل شاهد الجنرال هذه الحلقة؟.. وما هو رأيه فيها والإجراء الذي اتخذه حيال ذلك؟ أخيراً: حملني أهل الإبداع ثقة كبيرة أكبر مني عندما أشادوا بمستوى الصفحة الفنية متغزلين في مهنيتها ومتابعتها وشجاعتها، وأتمنى أن نكون على قدر التحدي ونواصل على هذا المنوال، ولكن دعوني أتقدم بالشكر والاحترام والامتنان لمصممة الصفحة الفنية الماهرة صاحبة الأنامل الذهبية الأستاذة سلمى إبراهيم، على هذا المجهود العظيم. وكل عام وأنتم بخير