بين المجتمع والقانون:زينب السعيد خرجت «داليا» من منزل أسرتها.. والدموع تطفر من عينيها العسلاويين.. وكلمات أمها ترن في أذنها «سيف الدين انسان مسؤول وبن ناس.. ومتدين وجاك بالباب» دايره تاني شنو؟! أبوك مات والبت للسترة والبيت وفضل ليك كم شهر وتتخرجي.. دي فرصة حياتك.. راجل محترم وحالو ميسور!! إن «أمي» لا تفهم.. بأني لا أريد ابن ناس ولا محترم ولا أي شخص آخر.. ثم من أين جاء هذا السيف؟ وعصام.. ووعودنا.. حبنا.. لحظاتنا الجميلة.. الرحلات.. النظرات.. الرسائل.. أحبه يا أمي ليتك تفهمين؟ ولكن كيف تفهم اذا عرفت أن عصام متأخر في سني دراسته أكثر من عامين بعد سقوطه المتكرر؟ وبالرغم من ذلك انا اعشقه.. استهتاره.. كلماته.. همساته الليله..! الحب أهم من كل الشروط.. والمواصفات ولكن هذا الجيل القديم يضع شروطاً صعبة لاختيار الأزواج.. ماهمي وأسرته؟ ما دخلي وظروفه.. الا يكفي اني أحبه حد الجنون ولا استطيع العيش بدونه؟! التقت داليا بعصام وأخبرته بأمر العريس الذي تقدم لخطبتها «فتلعثم».. وتردد وهي تطلب منه الاقدام على خطوة جادة تكلل علاقتهما الطويلة الممتدة أكثر من ثلاث سنوات..! ما اغباها هل كانت تظن انني احبها لاتزوجها..؟ أن عيب النساء انهن يبطلن قوانين الحب بطلبات الزواج..! وانا آخر من أفكر في أن احمل مسؤولية إنسان آخر أن كنت لا استطيع تحمل مسؤولية نفسي..! أسر عصام «لصديقه أحمد» بالورطة التي احكمت داليا دوائرها..؟ سأله أحمد هل تحبها؟ فرد اتمناها وقد تعودت عليها ولا اتصور ان يملكها غيري؟ اذن فتزوجها زواج الدم..! انه يبيح لك ما يبيحه الزواج الشرعي؟ ولا يترك اثراً خلفك ان اردت الانسحاب؟ تزينت «داليا» وهي تسرع نحو الوهم ومجموعة مصغرة من أصدقاء تجمعوا.. ليشهدوا على مهزلة تقنن بموجبها «جريمة الزنا».. تقدم سيف الدين لخطبة بنت الجيران الأصيلة المهذبة.. وجرت الاستعدادات على قدم وساق.. ليوم الزفاف..! في مكان آخر وبعد مرور شهر.. جرح صغير شفرة حادة في ابهام داليا وعصام.. قبل ان تلتصق الأصابع وتمتزج الدماء..! تقلبت «أم داليا» في فراشها وهي تشعر بضيق في التنفس فاستيقظت فزعة «اللهم اجعلو خير».. ومن أين يأتي الخير ومسميات وطقوس غريبة تنتهك بموجبها الأعراض بالتراضي؟ لقد منح سيف لعروسه اسمه وسيرته الحسنة ومنح عصام.. لتلك الواهمة.. الايدز الفتاك؟