تراسيم.. زوجة السيّد الوزير !! عبد الباقي الظافر دخلت على أمي كنت وقتها مشغولة بقراءة كتاب الأدب الانجليزي المقرر لامتحان الشهادة السودانية ..وجه أمي اكتسى جدية وبعض الحزن ..التقت أعيننا ..قالت بصوت كسير \" أحمد ابن عمتك تقدم لخطبتك \" ..أغلقت الكتاب تأكدت أن هذه بداية جديدة ..وأن حلم الجامعة أصبح مستحيلا . حاولت أن استرجع ملامح العريس .. أحمد الذي يكبرني بخمسة عشر عامًا لم يكن يزور القرية كثيرا ..واذا جاء الى بيت عمتي كان دائمًا معه مرافقون ..أهل القرية يتحدثون أنه أصبح رجلا مهمًا بعد الانقلاب ..وانه يشغل وظيفة كبيرة ..لذلك لم اتوقع أبدًا أن أحظى باهتمامه ..ابتسمت سأكون زوجة رجل مهم ..سانتقل الى الخرطوم ..اطفالي لن يلسعهم البعوض أبدا. فى اليوم الثالث في أسبوع العسل ..لبس زوجي ملابسه بسرعة ..طلب مني الاستعداد للذهاب الى بيت أخته في الامتداد ..لم يشرح لي المهمة ..غاب عني نحو أربعة وعشرين ساعة ..كانت تلك الساعات نقطة فاصلة في حياتي . كان زوجي دائمًا في حالة عمل ..حتى بعد أن أصبحت أمًا لصبيين وصبية ..يمنحنا ساعة قبل النوم وأخرى في الصباح ..أمي جاءت لتسكن معي بعد تعيين أحمد وزيرًا ..أرادت أن تعينني على مسئولية خدمة الضيوف الذين لا ينقطعون ..تعودت وأمي أن نقدم خدمات الأكل والشرب والنوم لأناس لا نعرفهم . في ظهيرة يوم جاء أخي ومعه آخرون ..دخل على أمي ليحادثها على انفراد ..أدركت أنه يحمل خبرًا سيئًا ..قلبي أخبرني أن مكروها طال أحد أبنائي في المدرسة الثانوية ..هرولت الى غرفة أمي ..لم يجد شقيقي مناص أن يخبرني أن المتمردين قتلوا زوجي . تحسبت للأسوأ فوجدت السيء ..أرتال من البشر بدأت تتوافد على بيتنا ..كبار الوزراء جاءوا لتقديم العزاء ..أجهزة الإعلام كانت تتحدث عن رجل أنا أجهله ..أبنائي كانوا فخورين بهذا الإطراء ..أما أنا فقد كنت حزينة لأن الهم العام أخذ مني زوجي ..سلبني حياتي الخاصة . أول قرار اتخذته بعد أن أصبحت أرملة أن أمنع أبنائي من السياسة ..كان ذلك متأخر جدًا على مراهقين هم على أعتاب الجامعة ..يحملون اسم رجل مهم . أردت أن أعوض الماضي ..في العقد الرابع قررت أن أعود لمقاعد الدراسة ..أبنائي فرحوا لهذا القرار ..بدأوا في اعانتي بوقتهم وجهدهم ..داليا تبرعت بأستاذها في اللغة الإنجليزية .. ليتها لم تفعل .. إنه الرجل الذي كنت أبحث عنه لأكثر من عشرين عامًا . أستاذ التاج مثلي.. تزوج إحدى قريباته ..الزوجة بدأت (دلالية) ثم انتهت الى سيدة أعمال ..في عناد غريب رفض أن يتخلى عن (الطبشور) ..ودفع الثمن بخراب عش الزوجية ..وتفرق لمهنته . ابنتي داليا ..شعرت بهذه المودة التي جاءت متأخرة جدًا ..همست في أذني \" لماذا لا تتزوجيه ياماما ؟\" ..قلت لها \" لأنني أرملة رجل مهم \". التيار