وأنا أشاهد فى الايام الفائتة حلقة للصحافى أحمد المسلمانى فى برنامج الطبعة الاولى بقناة دريم ذكر إن أحد الكتاب الامريكان سمى ما تمخض عن مآلات الثورة فى مصر « مربع الأخطاء الأربع » واضلاع المربع هى ميدان التحرير(الثوار).. المجلس العسكرى..الليبراليون ..الاسلاميون والخطأ تمثل فى انهم وضعوا مصالحهم قبل مصالح مصر وجعلوا أجندتهم فوق أجندة مصر سعوا لتحقيق مكاسبهم عبر ما يرونه ولم يسعوا لمكاسب الوطن.. -وحقيقة هذه المقولةلو طبقناها علينا لصدقت ..ولكن ليس لدينا مربع وإن كان فهو مثل(شملة كنيزه)..إذا استبدلنا الفعاليات المعاصرة فلنسم ضلع ميدان التحرير عندنا المعارضه أحزابها« ميدان ابو جنزير» بناء على ماكان مؤملاً فيه..ولنسمى المجلس العسكرى بحكومة المؤتمر الوطنى وليكن الليبراليون والاسلاميون مثلما هناك..لكن فى المعارضة أحزاب اسلامية فيصبح المربع عندنا مثلثاً..نفس الخطا نقع فيه..لا يوجد ضلع يضع السودان أولاً..صحيح بان منهج الكاتب الاميركى (فضفاض) يمكن أن نطلقه على المآلات فى سوريا..اليمن ..الخليج..وهكذا ..لكن بتطبيق المنهج علينا ..أعتقد إن لدينا مثلثاً أو مربعاً يمارس نفس الخطأ..عدم وضع السودان أولاً.. يقولون إننا دائماً ما نتحرك بوحى العاطفة..صحيح إن أى فعل لا يبدو صحيحاً بغير العاطفة ..لكن كثيراً ما تخطئ العاطفة .. لإن الاحساس كثيراً ما يكون مضخماً..أو مبنياً على الخيال..أو توقع دون مقدمات ملموسة . ويقولون إننا يجب أن نعيش بعقلنا فقط ..ولكن العاطفة روح الاشياء جميعاً فلا ينبغى أن نهملها ونعتمد على العقلانية وحدها فكيف نصل الى معادلة لا تهمل العاطفة ولا تنحى العقل.. فيكون على هديها السودان أولاً.. اذا كنت اضع ايديولوجيتى اولاً..أو حزبى أو رهطى أو منهجى فسرعان ما أدخل فى صراع مع الأخر..والصراعات السياسية على هذا النحو الأنانى تولد بالضرورة العنف والعذابات المميتة بل والأزمات النفسية العاصفة. من أين نصرف (روشتة) السودان أولاً..حتى نتداوى من شعار أنا أو الطوفان..و أنا فوق الجميع..وأنا الأصل وغيرى خيالات مآتة ..أنا لا أعرف الوصفة..ولا أدرى إن ثمة صيدليات تصرف هذا الدواء لكن مؤمن جداً بنظرية ان يكون السودان أولاً..فهل أنا بصفتى فرداً أؤمن بالعائلة..أؤمن بالحى الذى اسكنه..بالمدينة ومن ثم بعموم الوطن . لن يكون السودان اولاً طالما نبحث فقط أن يكون أحد أضلاع المربع هوالأحسن حتى نمارس صراع الجزارين على (أحسن) الاسماء..حين ضم شارع خمسة من الجزارين ..فكتب الأول أحسن جزار فى الحى..والثانى أحسن جزار فى السودان .. والثالث أحسن جزار فى أفريقيا .. والرابع أحسن جزار فى العالم .. فلم يكن أمام الخامس سوى أن يكتب أحسن جزار فى هذا الشارع !