بين المجتمع والقانون: زينب السعيد نشأت «هناء» مترفة دلوعة لا يرفض لها طلب خصوصاً من والدتها التي ترملت، وهي صغيرة في السن بعد أن ترك لها زوجها ثروة طائلة، وعدداً من الأبناء وبنتاً واحدة.. أطلقت لرغباتها العنان بمساعدة أمها التي شكلت لها حماية خصوصاً من اخيها «أحمد» الذي كان يحاول أن يحاسبها ويسألها أين تذهب؟ لما تأخرت؟ ومن هم صديقاتها؟.. وكانت الدنيا تقوم ولا تقعد.. فهي ليست محل محاسبة.. خصوصاً من «أحمد» المتعثر في الدراسة.. والذي تعامله والدته بقسوة.. ولا يمر يوم دون توبيخه..! عادت «هناء» متأخرة.. ووجدت أحمد في انتظارها وشاهدها تنزل من عربة مليئة بالشباب والبنات.. وبخها بشدة فما كان منها إلا أن وجهت له اساءات بالغة.. ونعتته بالفاشل.. فصفعها فاسرعت خارج المنزل.. وهي تبكي.. كيف يجرؤ هذا الغبي على ضربي لن أبقى في هذا المنزل.. اتصلت على والدتها باكية.. «أحمد» تطاول عليّ أمام اصدقائي وصفعني ولن أبقى في المنزل طالما هو موجود..! اسرعت «الأم» وودعت شلة الصديقات التي اعتادت السهر والخروج معهن.. غاضبة إلى المنزل، وبدون أن تسمع «ماذا يريد أن يقول «أحمد».. إنهالت عليه صفعاً وركلاً.. وطردته خارج المنزل.. قائلة.. هل تمارس رجولتك علينا؟ أنت مسؤول من نفسك فقط؟ ولو كنت رجلاً نافعاً لنجحت في دراستك.. أخرج ولن تحصل على مليم واحد.. اختك حرة ومسؤولة عن نفسها.. ولكن يا أمي انتِ لا تعرفين ماذا يجري في المجتمع.. ولا ماذا يحدث بين بعض الشباب.. الرقابة والمتابعة مهمة والحرية يجب أن تكون في حدود..! لن أسمع ولا كلمة.. أخرج لنرتاح من مضايقتك وكثرة مشاكلك..! خرج «أحمد» حزيناً مردداً سيسألنا الله تعالى إذا قصرنا في تربية وتقويم اختنا، وسندفع يوماً ثمن أفكارك وعدم اهتمامك..! لم تسمعه «أمه» لأنها كانت تتصل «لهناء» لتطيب خاطرها حتى تعود للمنزل..! ذهب «أحمد»إلى منزل صديقه.. وحكى له كل شيء فقال له لا تهتم لما تقوله أمك، وراقب شقيقتك من بعيد، فأنا أعرف بأنها تتابع «شلة فاسدة» تسهر كل يوم في مطعم «..........» خرج أحمد وصديقه.. في اليوم الثاني.. صوب ذاك المطعم.. ووجدوا الشباب يتحركون بالعربة.. فتبعوهم من بعيد.. توقفوا أمام عمارة.. ودخلوا إحدى الشقق.. بعد برهة طرق أحمد.. الباب.. ودخل.. ليجد شقيقته.. تتمرغ في أحضان الرذيلة.. دخل المطبخ واستل سكيناً انهال عليها وعلى شريكها طعناً.. قبل أن يغرس السكين بقوة في قلبه.. صراخ مجنون.. هستيريا.. ودماء.. ونهاية محتومة.. لكثير من القصص التي تبدأ بالإهمال وتنتهي بالدماء..!