كل شيء في البلد هذه الأيام علي درجة عالية من السخونة والغليان!!.. الأسواق مولعة نار وكل شيء طار السماء والتجار يزيدون و«يزايدون» على «كيفهم».. فلا أحد يسأل على طريقة أخواننا المصريين «من وين رايح وعلى فين ماشي».. أنت وذوقك وشطارتك ولا تقول ضميرك.. فليس هناك «ضمير» ولا يحزنون!! الأسعار مولعة نار والحزب الحاكم جواه نار.. فأخبار المذكرة وما أدراك ما المذكرة تضع مزيداً من الحطب على نيران البلد المولعة.. وأفظع أنواع النيران هي نيران الفتنة!!.. أو «النيران الصديقة».. وإن شئت الدقة «الحبيبة».. فنيران التشرذم تكاد تقترب ألسنتها الحارقة من وجوه «الحبان» و«الأخوان». ليس موضوعي اليوم عن هذه «السخانة».. بل أريد الحديث عن «البرودة» وهذا الارتفاع المفاجيء في وتيرة انخفاض درجة الحرارة بهذا الشكل المرعب هذه الأيام!!.. ورسولنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام يحذرنا من موجة البرد العالية التي قتلت أخانا «أباذر».. كل الشعوب بدأت تحس بها وهي التي يسمونها في الخليج المربعانية.. أي تتكون من 3 نجوم وكل نجم ب 13 يوماً حيث تكثر الغيوم والأمطار والبرد.. ويزيد إحساس الناس بهذه البرودة التي تتركز في المساحات المغلقة داخل البيوت ويشعر المرء بالبرودة أقل حين يخرج منها.. وأحسست بهذه المربعانية أمس وأنا أدخل في «برندتي المستطيلة» والتي في الصيف أسميها «الصالة الرئاسية».. ولكنني غيرت رأيي وأنا داخل البطانية فقلت لنفسي هذه ليست صالة ولا رئاسية!!.. فإن كانت الأخيرة فأين «الونانة» وأين المساعدون والمستشارون وزبائنها من الدستوريين الذين يتأبطون «الكرافتات» و«النوايا الشريرة» لأداء القسم!! في الهند البرد قتل أكثر من 39 شخصاً.. الأمر الذي دفع القضاء بإلزام الحكومة بتوفير المأوى ليلاً للمشردين خلال فصل الشتاء.. وعندنا شهدنا الأسبوع الماضي حادثة العثور على أحد المشردين «يابساً» من البرد!!.. وطبعاً لا يوجد إلزام سواء كان «قانونياً أو أخلاقياً» للحكومة بالقيام بمثل هذا العمل الإنساني النبيل!! ماذا إذا استمرت المربعانية والتي لا تقل عن 40 يوماً وبهذا الشكل من البرد.. وماذا ينتظر الفقراء والمساكين والطبقة الوسطى إن صحت التسمية.. فمثل هذا الجو وهذا الطقس والذي هو من ناحية ساخن كما قلنا أعلاه!!.. وبارد جداً كما ذكرنا أدناه.. وبين أعلى وأدنى درجة للحرارة يصبح حالنا مثل «عمود» الطعام الحديث «ساخن» «بارد»!! ü وقديماً قال حكيم اليمن القديم علي بن زايد «مات بالبرد من ضيّع دفاه»!!