عدتُ من المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجموعة «سوداتل» ظهر أمس في مقرها الرئيسي، وقد سعدتُ كثيراً لتبني الشركة لمقترح تقدمت به بأن تكون هناك مراكز مجانية للإنترنت، متاحة للجميع في الأحياء الطرفية والفقيرة، وقد استلهمت ذلك من زيارة سبق أن قمت بها إلى جمهورية الهند، ولفت نظري هناك مع اثنين وعشرين صحفياً أفريقياً، دعتهم وزارة الخارجية الهندية لزيارة «دلهي» وعدد من الولايات الهندية، لفت نظري مشروع كبير راج هناك باسم «Hole in the wall» أو «ثقب في الحائط» إن جازت هذه الترجمة، تقوم فكرته على وجود شاشة محمية على حائط في أطراف المدن، وإلى جانبها لوحة نحاسية مثبتة على الحائط تكون بمثابة (فأرة) أو «ماوس» ثابت تتحرك من خلاله الأيقونات بحركة الأصبع لتقديم خدمة الانترنت. في الهند الآن آلاف المراكز المجانية التي تتيح لأطفال المدن والأحياء الفقيرة ولأطفال الشوارع حتى بأن يكونوا من ذوي الإلمام باستخدامات الانترنت، لأن الطفل يأتي إلى ذلك الحائط وتلك الشاشة بدافع الفضول، فيبدأ بتحريك «الماوس» ليدخل هذا العالم المعرفي المهيب، وربما يجد من يدله على طرق الاستخدام الصحيحة، ومن ثم يقوم هو نفسه بتعليم غيره من زملائه أو والدته أو أي شخص آخر. الهند الآن تعتبر واحدة من أكثر الدول استخداماً للكمبيوتر وللانترنت، كما تعتبر من الدول العظمى في مجال استخداماته التقنية، وبها كوادر متقدمة في مجالات الهندسة والبرمجة، وربما يأتي اليوم - ربما يكون ذلك قريباً - الذي تمحو فيه الهند الأمية التقنية لشعبها وتخرج به من دوائر الفقر الضيقة إلى فضاءات المعرفة غير المحدودة. ذكرتُ ذلك في المؤتمر الصحفي، وأشرت إلى أن الفكرة سهلة وهي أقرب ل(السبيل)، فإذا كان هناك سبيل ماء فلماذا لا يكون لدينا (سبيل تقنية)، الفكرة راقت للمسؤولين، وقد سعدت لأنهم تبنوها وأطلقوا عليها (سبيل الانترنت)، وأشاد بالمقترح المهندس عماد الدين حسين رئيس المجموعة، فلهم الشكر لأنهم ما فكر الناس في شيء إلا كانوا سباقين إليه.. جزاهم الله خيراً. أما «أبو نضارة» وهو صحفي قديم لا نريد أن نصفه ب(العجوز) حتى لا يغضب، فقد جاء إليّ يوم أمس ليطلعني على آخر ما وصل إليه في المسابقة الشهرية التي تبدأ أول فبراير المقبل، وسألني عن جهاز «اللاب توب» الذي فزتُ به يوم أمس في مؤتمر «سوداتل» فأكدت له ذلك الفوز، وقلت له إنني عندما تسلمت الورقة التي تضم الرقم (420) كنت أفكر فيمن أحب وأتمنى أن يسعدني له بذلك الفوز فأقدم له ذلك الكمبيوتر المحمول الذي يتمناه.. وقد حدث. ثم سألت «أبو نضارة» إذا كانت هناك مسابقة للكلمات المتقاطعة، وجاءت فيه كلمة (حظ) في مربعين متجاورين، ماذا سيكون تعريفك لكلمة (حظ) تلك.. ضحك أبو نضارة.. وقال: (نصيب).